Close ad
27-2-2021 | 14:56
الأهرام اليومي نقلاً عن

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه. هناك تعليمات عليه الالتزام حرفيًا بها. الرواية تصوير مخيف ومقبض لحياة يسيطر عليها الأخ الأكبر. الأدب العظيم يستشرف المستقبل ويتوقعه لكن نبوءة أورويل لم تتحقق بدولة شمولية بل فى وطنه وعلى يدى حكومة منتخبة ديمقراطيًا.

كورونا جعل المستحيل واقعا. من يقرأ خريطة طريق حكومة جونسون لعودة الحياة لطبيعتها بنهاية يونيو المقبل، يصاب بالذهول من الإجراءات المتخذة خلال الشهور الماضية لمواجهة الوباء. لقد عاد الناس لترديد أسئلة عن أمور حرموا منها وكانوا يعتقدون أنها من صميم حريتهم بل حياتهم الشخصية، فإذا بالحكومة تمنعها أو تحد منها وتراقب وتعاقب من لا يلتزم بها.

متى يمكننى زيارة والدتى بدار المسنين؟ ترد الحكومة: من 8 مارس المقبل، يمكن لأخ واحد (أو أخت) الإمساك بيدى أمه لكن سيتعين عليه إجراء اختبار كورونا وارتداء معدات الوقاية الشخصية. متى أستطيع الذهاب للمقهي؟ ليس قبل 17 مايو. ومتى أستطيع معانقة صديق؟ يرد وزير الصحة مات هانكوك: من منتصف مايو.. آنذاك ستكون معظم الفئات الضعيفة تلقت اللقاح.

وفى أى موعد، سأشعر بالرمال بين قدمى على الشاطئ مرة أخري؟ الشواطئ سيبدأ فتحها من 17 مايو. سؤال آخر: استعرت كتبا من المكتبة القريبة من منزلى، متى أستطيع إعادتها؟ يمكنك ردها بدءًا من 12 أبريل عندما تفتح المكتبات مجددا. السؤال الأهم: متى يمكن للأسر الاختلاط بحرية؟ من الصعب تحديد ذلك، لو قلنا الأسابيع أو الشهور القليلة المقبلة، فسيكون موعدًا مبكرًا.

هل كان بذهن أورويل أن يأتى وباء أخطر من الأخ الأكبر، ويجبر الحكومات على فرض هذه القيود، وأن يتقبلها الإنسان رغم كراهيته لها؟ صور أورويل الاختزال العمدى للغة، فهناك محو لكلمات وأفكار بعينها وما تجسده من مشاعر لتشويه الرؤية الحقيقية للعالم. أليس هذا ما فعله كورونا؟ ألم تختف كلمات مثل العناق والقبلات والتحية بالأيدي؟ ألم تتوقف اللقاءات الجماعية وتصبح الإقامة المنزلية فرض عين؟

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.

ترامب الناجي!

حتى إشعار آخر، انتصر ترامب وأفشل محاولات إخراجه من الساحة وأجبر غالبية أعضاء حزبه الجمهورى على التصويت ضد إدانته. عمليًا لا يزال مؤهلًا للترشح للرئاسة