رحم الله الأديب توفيق الحكيم الذي قال في إحدى كتاباته منذ أكثر من نصف قرن إن عصر القدم أصبح أهم من عصر القلم؛ حيث بين فيما كتبه فى هذا المقام أن ما يتحصل عليه أي لاعب لكرة القدم في عام واحد أكثر بكثير؛ مما يتحصل عليه أهم كاتب أو أديب أو صاحب قلم طوال حياته، ماذا كان يقول الأديب توفيق الحكيم لو أنه كان يعيش بيننا حتى الآن ويعلم أن لاعب كرة القدم يتقاضى مبالغ سنويًا تفوق عشرات أضعاف ما يتقاضاه أي صاحب قلم طوال حياته؟
من أجل ذلك أصبح طموح كل طفل صغير أن يكون لاعبًا لكرة القدم، وبعد أن كان كل طفل أو شاب تسأله وهو صغير ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟ كان يرد سريعا أريد أن أكون طبيبا أو مهندسا أو ضابطا، الآن تغيرت الأمانى وتعدلت رغبات الأطفال وأصبحوا يحلمون بعصر كرة القدم الذى يحقق فيه اللاعب الملايين سنويًا إن لم يكن شهريًا.
أصبح حامل القلم لا يستطيع أن يلبي احتياجات حياته اليومية حتى وإن كان يعمل فى أكثر من مكان، وهكذا حال المؤلف والشاعر والأديب والصحفى، الكل أصبح لا يستطيع أن يعيش مثلما كان يعيش فى الماضى، ولهذا فلا يتمنى أى طفل أن يكون حاملًا قلمًا.
ماذا يعنى أن يكون كاتبًا مشهورًا أو صحفيًا مغمورًا ولا يستطيع أن يلبي احتياجات أسرته ماديًا؟ أصبحت الأماني الآن عند كل طفل أن يكون لاعبًا لكرة القدم، لم يعد العصر عصر القلم بل أصبح عصر القدم.