Close ad

ثوار ما بعد الثورة

11-2-2021 | 12:36
الأهرام اليومي نقلاً عن

لابد من الاعتراف بأن كل ما في مصر الآن نتيجة مباشرة لأحداث ٢٥ يناير بحلوه ومره، فأي إصلاح هو ثمرة مباشرة لشجاعة ووعي ودماء شرفاء سالت لتحقق حلم الأمة في التغيير والكرامة وأي سلبيات هي أيضًا نتيجة مباشرة لسماسرة وتجار الثورات، والذين امتطوا الأحداث بعد أن انسحب الشرفاء ظنًا منهم أن مهمتهم انتهت.

وبالتالي فإن أي تراجعات وانكسارات لاتنسب لملايين الشرفاء الذين ثاروا ضد الفساد، ولكنها مسئولية ثوار مابعد الثورة وسيثبت التاريخ أنه بين هذا المصير الذى لقيته ثورات الربيع العربى، كانت مصر هى التى نجت، فالملايين التى انتفضت فى 25 يناير 2011 لإسقاط نظام مبارك هى نفسها، وأكثر منها التى انتفضت فى 30 يونيو 2013 لإسقاط حكم المرشد أي أن هذه الأمة قادرة علي تصحيح أخطائها.

ذلك إن إمكانات المصريين أكبر بكثير جدًا مما يواجههم من تحديات؛ لأنه شعب عبقري يبحث عن فرصته في الحياة الكريمة، مثلما يبحث عن موقعه في المستقبل بشرط فض الاشتباك بين يناير ويوليو وتحريرهما من ثوار ما بعد الثورة لأن أصحاب الولاء الصادق، والانتماء الصحيح لا يجيدون التمثيل، همهم إظهار الحق والعدل والعمل الجاد، وتغيير الوضع الذي نعيشه بعيدًا عن مصالحهم الشخصية، وما أثقل المخلصين في هذه الأمة!!

ولا يملكون إلا الكلمة الموجعة على ألسنتهم، فإذا ما نام الناطور عن الثعالب وهي تقطف ثمار العنب، فلا بد للناطور من أن يصحو يومًا! ويجب ألا ننسى أولئك الذين سارعوا إلى تكوين ائتلافات لا يجمع بينها ناظم حقيقي، وبعض القائمين عليها كان همهم الأساسي هو استغلال المد الثوري في اقتناص المنافع الشخصية، وكان من بينهم أناس على علاقة قوية بالنظام الذي قامت ضده الثورة، بل إن بعضهم كان يقع في قلبه، لكنه قفز من السفينة في الوقت المناسب.

إستراتيجية الثورات كلها واحدة وتكتيكاتها واحدة ونتائجها واحدة ومكررة في كل بلد ونهايتها أيضا واحدة منذ عام ١٩٨٩ وحتي ماحدث في فنزويلا في ٢٠١٧ منظمات ودستور جين شارب في حرب اللاعنف وسوروس وهلسنكي والآوراسيا ومدرسة الأمريكتين والرابطة العالمية لمناهضة الشيوعية جنبا إلى جنب مع المارينز المحلي التابع لأمريكا من جحافل القوات الناعمة.

والغريب أن أوجه الشبه بين الجماعتين (الإخوان والمتلونون) لم تقتصر على أنهما آخر المنضمين للمتظاهرين، لكنها تمتد لأكثر من ذلك، فالإخوان ركبوا الأحداث وادعوا أنهم أسقطوا النظام، والمتلونون المتخمة بطونهم من الفساد تحولوا إلى ثوار وادعوا أنهم أسقطوا النظام الفاسد، كما أن الإخوان كشفوا عن وجههم الحقيقي بالمجموعة (٩٥) التي تحدث عنها القيادي الإخواني أسامة ياسين بزهو، هذه المجموعة كانت معنية بتعذيب كل من تشك الجماعة في تبعيته لجهاز الشرطة أو رفضه ما يجري في ميدان التحرير، وجماعة المتلونين طالبت بمحاكمة ثورية لرموز نظام مبارك وإعدامهم.

جماعة الإخوان طمعت في سلطة لم تكن أهلاً لها، وجماعة المتلونين طمعت في الاحتفاظ بمكاسبها فنافقت الإخوان وأشادت بهم، جماعة الإخوان كانت خطرًا على مصر عندما وصلت إلى الحكم، وجماعة المتلونين ما زالت تشكل خطرًا على مصر لأنها فقدت مصداقيتها منذ عشر سنوات، ومثل هؤلاء الذين يتحلون بوطنية زائفة أشد خطرا على مصر من المرتزقة الذين تستخدمهم تركيا وقطر ...عدو الخارج ظاهر ومعروف، أما عدو الداخل فيتلون كالحرباء، ينافق تارة ويزايد أخرى مراهنا على ذاكرة أنهكتها الادعاءات والمزاعم التي لم يتصد لها أحد حتي الآن بفضحها وهي تستحق لتطهير الجسد, فالثورات كما الحروب هناك ناس بتدفع حياتها من أجل ناس تانية تستفيد..وللأسف مصر خسرت كتيرا من هؤلاء وأولئك.



ببساطة

خيرا تعمل.. سترا تجني ..أجرا تحصد

تحويل العادي لاستثنائي تطرف

يفتح الله أبوابا بالاستغفار لاتفتح بالتفكير

نصف دين الأمريكان هو صناعة الطغاة

وإن ضاقت فعند الله المتسع

مشي الأسد وحيدا بينما الخروف مع القطيع

حاجتك للصدقة أشد ممن تتصدق عليه > لكي تنجح اعمل بيد ودافع عنه باليد الأخرى

رأيت أمي في المنام فذهبت همومي

المعروف كالسكر يعطي الشاي مذاقه ويذوب

اترك ماتريد حتي تجد مايستحق
ترتفع النساء بأخلاقهن وليس بأحذيتهن

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
مصر الغريبة بأسمائها

الزائر لمصر لأول مرة لن يصدق أنه في بلد عربي لغته العربية فمعظم الأسماء للمحال والشوارع والمنتجعات، بل الأشخاص ليس لها علاقة باللغة العربية وباتت القاهرة

مصر تخطت الفترة الانتقالية

جاء حين على مصر كانت شبه دولة عندما تعرضت لهزة عنيفة ومحنة سياسية واقتصادية قاسية، عقب ثورتين تخللتهما موجات إرهابية تصاعدت فى ظل غياب وانهيار لمؤسسات