فى نفس التوقيت الذى أعلنت فيه مصر عزمها إعادة ترشيح الأمين العام الحالى للجامعة العربية السيد أحمد أبوالغيط لفترة ثانية مدتها 5 سنوات، تداولت وسائل الإعلام تقريرا لباحثين أمريكيين بارزين يدعوان فيه لإنشاء منظمة تضم كل دول المنطقة لمساعدة الرئيس بايدن على حل مشكلات الشرق الأوسط، ومعالجة التحديات المشتركة من فض الخلافات البحرية والمجال الجوى وحتى كورونا وتغير المناخ.
المنظمة المقترحة التى تحمل اسم منتدى الشرق الأوسط، سترحب بانضمام جميع دول المنطقة، ولن يتطلب ذلك ضرورة وجود علاقات أو اعتراف بين الأعضاء. يدعو الباحثان روبرت دانين بجامعة هارفارد والمسئول السابق بالخارجية الأمريكية وماهسا روهى بجامعة الدفاع القومى الأمريكى، للبدء بحوار إقليمى عبر المنتدى بصورة تدريجية وبأجندة متواضعة، ويضيفان: المنتدى سيكون بمنزلة مجلس مشترك لدول المنطقة ليكون لها رأى أقوى فى شئونها. التجمع الجديد من شأنه دعم سياسة بايدن الجديدة، وسيملأ الفراغ الموجود الذى يستغله الخصوم حاليا.
هذا التصور يطرح أسئلة جدية لابد من البحث عن إجابات صريحة عليها. هل تقف واشنطن وراء المنتدى المقترح أم أن هناك من يدفعها لتبنيه؟، وما هى صلاحياته، وهل هو عودة للشرق الأوسط الكبير أو الموسع؟ وأين موقع الجامعة العربية من الإعراب فيه؟. الباحثان تحدثا عن علاقة ما للأمم المتحدة ومجلس الأمن بالمنتدى لكن على حد علمى لم يرد ذكر للجامعة. ثم ما معنى عدم اشتراط علاقات أو اعتراف للمشاركة؟ هل المقصود إسرائيل؟ وهل الأمر تتويج لعمليات التطبيع الأخيرة. وما الموقف من إيران؟ هل سيتم دعوتها أم استبعادها، هل المنتدى موجه ضدها؟
ليس لدى إجابات، لكن الهواجس كثيرة، أهمها مصير الجامعة، التى تبقى، رغم كل التحفظات والإحباطات المحيطة بها وبعملها، ورقة التوت التى تستر، ولو قليلا، العورات والخيبات العربية المزمنة. كثيرون اعتبروها حائط مبكى ينعون من خلاله مفردات ذاعت لفترات طويلة ثم اندثرت كالوحدة والدفاع المشترك والتضامن. حتى هذا الحائط يراد له ألا يكون موجودا أو أن يتم ابتلاعه بكيان أكبر كالمنتدى المذكور. الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت والإجابات الصادمة.