«سنعود بشكل ما. حظ موفق للإدارة الجديدة. أتمنى ألا يرفعوا ضرائبكم، لكن إذا فعلوها، فقد أبلغتكم». معنى هذه التصريحات الأخيرة لترامب كرئيس الأربعاء الماضى، أن أحلام الزعامة مازالت تراوده، فأى مستقبل ينتظر رئيسا سابقا أحدث انقساما وتوترا داخل وخارج أمريكا، كما لم يحدث منذ قرن على الأقل؟.
ترامب سيصنع الدراما الخاصة به خارج البيت الأبيض، كما أبدعها داخله. خصومه مصرون على دراما جنائية عبر القضايا والمحاكم، وهم استعدوا بالدعاوى لملاحقته. هناك ملفاته الضريبية التى رفض الكشف عنها، وقضى رئيس المحكمة العليا بنشرها قائلا: «لا يوجد مواطن، ولا حتى الرئيس، فوق القانون».
هناك أيضا، محاولته غير الدستورية الطلب من مسئول ولاية جورجيا العثور على 11 ألفا و780 صوتا ليفوز بالولاية. هناك ثالثا، الديمقراطيون بالكونجرس الذين سيواصلون حملتهم لحرمانه من تولى أى منصب بالمستقبل بعد تحميله مسئولية اقتحام الكونجرس.
إذا نجح أعداؤه بإيقافه سياسيا، فالتجارة مستقبله. فقد استطاع تحويل اسمه لعلامة تجارية عالمية يمكنه عن طريقها تحقيق دخل مادى هائل، داخليا وخارجيا. أما، إذا فشلوا، فالسيناريوهات أمامه عديدة. هناك الحزب الجمهورى الذى حوله لحزب ترامبى يؤمن بأفكاره ويأتمر بأمره ويحظى بشعبية كبيرة لدى أعضائه. هو يأمل أن يكلل ذلك بترشيح نفسه مجددا للرئاسة 2024، لكن الحائل أمامه أن قيادات الحزب تمردت عليه. أقصى طموحه عندئذ، أن تكون كلمته فاصلة فى اختيار مرشح الحزب.
السيناريو الثانى أن يغادر الحزب وينشئ حزبا جديدا، سينضم إليه من هم على شاكلته، وهم نسبة لا يستهان بها من أنصار اليمين المتطرف ونظرية المؤامرة وسيادة البيض. ترامب أشار لذلك قائلا: «أسسنا مع ملايين الوطنيين المجتهدين أعظم حركة سياسية فى تاريخنا. لم يكن هناك شىء مثل ذلك».
مشكلة هذا السيناريو أن الحكم بأمريكا قائم على نظام الحزبين، وبالتالى فرصة النجاح ليست كبيرة. أستبعد أن يكتفى، وهذا سيناريو ثالث، بكتابة مذكراته وإنشاء مكتبة باسمه والاستمتاع بكونه رئيسا سابقا. شخصيته ليست كذلك. جاء ترامب لواشنطن غريبا وخرج منبوذا، لكنه لن يختفى عن الأضواء. لو انحسرت سيموت كمدا.