بتاريخ 7 يناير من هذا الشهر، لفت نظرى خبر فى بوابة الأهرام أن أحد المحافظين يقول: «نحتل المركز الرابع على مستوى الجمهورية فى تحرير محاضر ذبح اللحوم خارج المجازر»، ظننت فى البداية أن الخبر منشور فقط فى البوابة، وأن هذا العنوان أعلاه هو لزميلنا محمود الدسوقى، لكننى فوجئت بأن الخبر نشرته معظم المواقع الإلكترونية بنفس نص المتن، وإن تغير العنوان قليلا، وكأنها نشرة إعلامية خرجت من المكتب الإعلامى للمحافظة.
مبعث الدهشة هنا، هو حالة الزهو باحتلال مركز متقدم فى تحرير المحاضر، وليس تقنين أوضاع المجازر المخالفة، أو الإعلان عن توفير أراض كاملة المرافق لمن يرغب فى إنشاء مجزر، وهو مهمة المحافظ بالأساس، كما نص عليه القانون. ففى المادة الـ26 من مهام المحافظ فى القانون: «ويكون مسئولا عن كفالة الأمن الغذائى ورفع كفاءة الإنتاج الزراعى والصناعى والنهوض به وله أن يتخذ كل الإجراءات الكفيلة بتحقيق ذلك فى حدود القوانين واللوائح»، وليس التباهى بتحرير المحاضر وإعلان ترتيب المحافظة فى تحرير تلك المحاضر.
فى مايو الماضي، قال الرئيس السيسى: «إن المحافظ رئيس دولة صغيرة»، وقياسا على رئيس الدولة، فإننا لا نرى سوى تطوير وتنمية فى كل ربوع مصر، وطفرة لم تحدث منذ عقود. وبالمثل فإن المحافظ من واجبه الحفاظ على ممتلكات الدولة، والعمل على تطويرها وحسن استغلالها واتخاذ التدابير والإجراءات التى تكفل ذلك، وأن نرى تنافسا فى جذب الاستثمارات، واحتلال مراكز متقدمة فى توفير مرافق الخدمات والإنتاج فى نطاق المحافظة. وليس التباهى بتحرير المحاضر.