السياسة رجراجة، متحركة، متقلبة ومحتالة، لكن الوقائع على الأرض هى الحقيقة بعينها. مع إجراء الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية مارس المقبل، يتقرب نيتانياهو حاليا من العرب داخل إسرائيل. صحيفة هآرتس تساءلت: هل يتزوج نيتانياهو والناخبون العرب وأين ذهبت الأيديولوجيا؟.
نعم، وماذا عن التمييز ومعاملتهم كبشر من الدرجة الثانية وعن قانون اليهودية العنصرى الذى يمنح اليهود فقط حق تقرير مصير البلاد وينتزع من اللغة العربية مكانتها الرسمية؟.
حسب إحصائية رسمية، تعانى المناطق العربية أعلى معدل للجريمة. زادت جرائم القتل بنسبة 50% خلال أربع سنوات لتمثل 71% من إجمالى الجرائم بإسرائيل مع أن نسبة العرب لا تزيد على 15%. الجريمة المنظمة منتشرة ومخصصات الشرطة ضئيلة.
تراجع الخدمات، خاصة الصحة والتعليم، شديد. الوحشية ليست وليدة اليوم، حسب وثائق سرية كُشف عنها النقاب ونشرتها هآرتس مؤخرا، فإن عمليات إطلاق النار على فلسطينيين، أطفالا أو معوقين أو لا يحملون سلاحا، الجارية على قدم وساق حاليا، تعود لسنوات ما بعد نكبة 48.
كان الجنود يسلون أنفسهم بترويع العرب من خلال استخدام أكتافهم لتثبيت الأسلحة عليها ومنعهم من الصلاة، وبحظر التجول المتواصل وتدمير الممتلكات والإذلال اليومى، وعن طريق شبكة مخبرين ومتواطئين يبلغون عن الفلسطينيين.
أثناء محاكمة تلت مجزرة كفر قاسم، والتى راح ضحيتها 49 فلسطينيا، وصف ضابط، العرب بأنهم أعداء إسرائيل وطابور خامس، وعندما سُئل هل ستُقدم على قتل أى فلسطينى سواء كان امرأة أو طفلا؟ رد: نعم.
الأسوأ من ذلك، أن غالبية الإسرائيليين مازالت تتقبل الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين بالأراضى المحتلة وداخل إسرائيل بصمت ولا مبالاة بينما يمارس سياسيون يمينيون، وبينهم نيتانياهو، العنصرية عن اقتناع ومن أجل كسب أصوات المتطرفين. وعندما يحتاجون للعرب يخفون عنصريتهم ويتوددون لهم، وللأسف هناك من العرب من ينخدع بهذه الألاعيب.
على مدى التاريخ الحديث، فشل العرب والفلسطينيون فى استخلاص الدروس. يتناسون الماضى بينما إسرائيل لا تعتذر عنه وتواصل إحياءه. ألاعيب الساسة الإسرائيليين تنطلى على بعض العرب رغم أنها مؤقتة وانتهازية. وحدها العنصرية والتمييز والأيديولوجيا المتطرفة هى الثابتة.