من هو هذا الشخص الذي شاهدناه على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وهو يصور المتوفيِّن فى غرفة العناية المركزة في مستشفى الحسينية بالشرقية، ثم من سمح له بالدخول واقتحام المستشفى دون مقاومة أو منعه من استخدام هذا السلوك السلبي في اختراق الخصوصية وأسرار المنشآت العامة للدولة، وهنا يبقى السؤال لصالح من قام بتنفيذ هذا العمل غير الأخلاقي؛ سواءً كان بشكل فردي أو جماعي ومن وراء ذلك العمل الذي جعلنا مكشوفين أمام العالم، بخبر كاذب وفيديو مفبرك يتناول وفاة مصابين بمرض فيروس كورونا؛ نتيجة نقص الأكسجين الطبي، ومن أين علم مصور الفيديو أن السبب الرئيسي في الوفاة يعود إلى نقص الأكسجين، هل هو جهة تحقيق في ذلك؟
علمًا بأن الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان أكدت توافر الأكسجين الطبي في جميع مستشفيات الجمهورية التي تستقبل هذا الفيروس اللعين، وأن مدير المستشفى المسئول أكد أن وفاة المصابين طبيعية وليست ما أشيع نتيجة نقص غاز الأكسجين الطبي، وهذا ما أكده المحافظ عندما تابع وباشر الإجراءات بنفسه، وإن تقرير اللجنة المركزية التي قامت الوزيرة بتشكيلها، وجدت أن جميع خطوط شبكة الأكسجين الطبي - بما فيهم حالات المرضى التي تخضع تحت أجهزة التنفس الصناعي - تعمل بكفاءة عالية جدًا دون أي صعوبات تعوق عملها أو نقص في الغاز الطبي.
وهنا يبقى السؤال ما الهدف من نشر وفبركة هذا الفيديو، الذي يهدد لإشاعة البلبلة لقصد الإخلال بالنظام العام، وتهديد الأمن والسلام الاجتماعي؛ مما يؤدي إلى زعزعة أمن واستقرار الوطن، لأنه اعتمد على جهاز الاتصال الذكي الخاص به في تصوير منشأة عامة ودخولها بصورة غير شرعية فى إحدى مستشفياتها بغرض افتعال وقعة غير حقيقية، بإشاعة ونشر أخبار كاذبة عن تردى الأوضاع الصحية ونقص غاز الأكسجين الطبى فى مستشفى الحسينية أدى إلى وفاة جميع المرضى في غرفة العناية المركزة، ويعتبر هذا التصوير ودخوله المستشفى الغير شرعى يمثل جريمة إلكترونية مستحدثة، مما يؤدي إلى خلق القلاقل بتكدير واحتقان الرأى العام وانتشار الفوضى بـالشائعات والأكاذيب والترويج لها عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتطوراتها الحديثة.
إن هذا الفعل الذي قام به الشخص في تصوير واقعة عنبر العزل في مستشفى الحسينية بالشرقية، ضاربًا عرض الحائط بتنفيذ الطرق المشروعة لدخول منشأة صحية بعدم مراعاة القواعد والأصول الطبية المعروفة التى تتخذ فى دخول هذه الأماكن من اتباع الإجراءات الوقائية اللازمة من ارتداء زي واقٍ الخاص بالتعامل مع مرضى فيروس كورونا، وهذه الأصول من الإجراءات يقوم بتنفيذها الأطباء والممرضون، ولا يحق لغير الأطباء والممرضين العاملين في القطاع الطبي الدخول في هذه الأماكن التي تتبع الإجراءات والتدابير الاحترازية من الذين يختلطون ويتعاملون مع هؤلاء المرضى، حتى لأ ينشأ من خلال هذا التعامل والاختلاط عدوى أو إصابة بفيروس كورونا القاتل، فكيف لشخص عادى ليس له أى علاقة بالقطاع الطبى أن يتجاوز هذه الإجراءات وهو غير مكلف أو أهل لها فى عدم مراعاة واجبات الحيطة والحذر أو دون استخدام للإجراءات اللازمة الذى تعرضه للاعتداء الفيروسى الإيجابي بكورونا، ولكن ضرب كل القواعد وأقبل على فعله غير المشروع بارتكابه جريمة فى حق الوطن بعبثه هذا الذي يؤدي للإضرار بحق الإنسانية، وتهديدًا للأمن القومي بإظهار صورة غير حقيقية عن وفاة مرضى العزل بسبب الإهمال الطبي بنقص غاز الأكسجين فهو يتحمل مسئولية وتبعات وآثار تصرفه وفعله السيء هذا.
وبالطبع يصل الخبر للعامة من الشعب دون معرفة أو تفريق إذا كان هذا الخبر صادقًا أم كاذبًا، نتيجة نشر هذه المعلومات المضللة على منصات التواصل الاجتماعي التى تعطى مدلولًا للجمهور بالسخط على السلطات العامة، في ظل عهد تشهده الدولة المصرية من تنمية وتخطيط عمراني في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، علاوة على إشادة الرئيس السيسي بالنجاح الباهر للمنظومة الصحية فى مواجهة فيروس كورونا، وتفوقها عن الدول الأخرى، وأن هذا لم يؤثر على مسيرة الإصلاح الاقتصادي التى تسير في طريقها الصحيح، خصوصًا وأن المنظومة الصحية لا تدخر جهدًا ووقتًا فى رعاية المواطنين، لأن المريض يضع روحه أمانة بين الأطباء والممرضين فى القطاع الطبي، والهدف من هذه الثقة هو شفاوه من العلل والأمراض التي تصيبه، وذلك أن ما قام به الشخص الذي صور فيديو مستشفى الحسينية ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي، يشكل ركنًا من أركان الجريمة الإلكترونية، ببثه أخبارًا وبياناتٍ وأرقامًا خاطئة من شأنها الإضرار بالأمن القومي المصري والوضع الصحي.