كل يوم تعلن كل دول العالم عن عدد القتلى والمصابين بفيروس كورونا، لكن فى ظل غياب الشفافية فى بعض الدول حيث تحاول إخفاء الأرقام الحقيقية، الأمر الذى يؤدي إلى نتائج كارثية، أخطرها استهانة المواطن بالفيروس وإهماله فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة.
وهذه الظاهرة ليست متفشية فى دول العالم الثالث وحدها، لكنها منتشرة فى أعتى الديمقراطيات، ففى الولايات المتحدة، التى تجاوزت فيها أعداد المصابين بكورونا 20 مليون حالة والوفيات أكثر من 350 ألفا، وهو أكبر رقم فى العالم. يدور نقاش وسجال يومى بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والسلطات الصحية فعندما أعلن الدكتور أنتونى فاوتشى، مدير المعهد الوطنى للأمراض المعدية أن أعداد الإصابة وصلت فى بعض الأيام، إلى 300 ألف حالة، وثلاثة آلاف وفاة يوميا. كان رد ترامب أنها أرقام وهمية مبالغ فيها! فما كان من فاوتشى الا أن رد عليه بعنف قائلا: عليك الذهاب إلى المستشفيات، ووحدات العناية المركزة والكنائس التى امتلأت بالجثث والجنازات لتتأكد بنفسك من أنها أعداد حقيقية وأشخاص حقيقيون ووفيات حقيقية.
وإذا كنا فى الماضى نعجز عن حصر أرقام من لقوا حتفهم فى الأوبئة بدقة، مثل وباء الإنفلونزا الإسبانية التى حدثت عام 1918، حيث تفاوتت أعداد الوفيات بين 20 و100 مليون، ولكن فى عصر الإنترنت فالأمور مختلفة وهناك معدلات وفيات تفضح أكاذيب بعض الدول أمام العالم والتاريخ.
إخفاء الحقيقة وازدراء الشفافية والعبث فى الأعداد الفعلية للإصابة بفيروس كورونا ليس فى مصلحة أى دولة.. الحقيقة لا يمكن إخفاؤها، والصدق والمصارحة أفضل إستراتيجية لمواجهة انتشار كورونا.