Close ad

«ستكون إدارتى مثل أمريكا»

31-12-2020 | 11:40
الأهرام اليومي نقلاً عن

تبنى الرئيس المنتخب للولايات المتحدة جوزيف بايدن فى دعايته الانتخابية قبل انتخابه خطابا مطمئنا للأقليات الأمريكية، خصوصا مسلمى أمريكا الذين استهدفهم ترامب منذ اليوم الأول لتوليه الحكم عام 2017, وجعلهم ضحايا للإسلاموفوبيا الكريهة. فى خطاب له أمام قادة الجالية الإسلامية وقادة الحركات المدنية أعلنها بايدن صراحة فى يوليو الماضى وكررها مرارا بقوله: كرئيس لأمريكا, سأعمل معكم سويا للتخلص من سموم الكراهية من مجتمعنا, وسأستفيد من أفكاركم وأقر بمساهماتكم وستكون إدارتى مثل أمريكا. عندما تم انتخابه صدق فيما عاهد عليه ناخبيه وكانت إدارته التى على وشك استكمال اختيارها, مثل أمريكا أطيافا وألوانا وشعوبا وقبائل ممثلة للتركيبة البشرية لأمريكا شكلا ومضمونا.

كل اختياراته حتى الآن تكسر حواجز المألوف وتختلف كثيرا عن الذين سبقوه من الرؤساء الأمريكيين منذ نشأة أمريكا عبر التاريخ الأمريكى كله, إضافة الى أن تلك الاختيارات مبنية على أساس الخبرات والمؤهلات اللازم توافرها فى صاحب أو صاحبة الوظيفة, وأنه لا يوجد فيها موضع لأى محاباة أو معروف لأحد. بالمقارنة السريعة التى توضح الفروق, نجد أن الإدارة الأولى للرئيس جورج واشنطون عام 1791 كانت كلها رجالا بيض. ولم تحو أى إدارة من بعده اختيار أى سيدة كوزيرة حتى 1933.بالمقارنة نجد أن إدارة الرئيس بايدن مختلفة بالكامل حيث إن نصفها رجال ونصفها نساء, وتحوى 45% فقط من البيض وتحوى 27.5% من أصول أفريقية و12.5% من أصول آسيوية, و10% من أصول لاتينية, و5% من السكان الأمريكيين الأصليين( هنود حمر ). بمقارنة إدارة الرئيس ترامب نجد أنها كانت تضم وزيرتين فقط ووزيرا أسود ولم تحو أى وزير من أصول لاتينية كما جرى العرف من قبله ونجد البقية من البيض الأغنياء.

نجد أيضا أن الرئيس المنتخب بايدن وفى بعهده للجالية المسلمة باختيار اثنين من مسلمى أمريكا ضمن إدارته .

الأول على زيدى الباكستانى الأصل وخريج جامعة هارفارد ضمن فريق التغير المناخى والثانية من أصول فلسطينية هى المحامية ريما دودين لتكون نائبة لمدير مكتب البيت الأبيض للشئون القانونية والتشريعية. قصتها تستحق الذكر والثناء ولتكون قدوة للكثيرات من الفتيات العربيات اللائى يشققن طريقهن فى المجتمع الأمريكى بنجاح نتيجة استثمار آبائهن فى تربيتهن وتعليمهن.ولدت ريما بولاية نورث كارولينا الشمالية فى أثناء حصول والدها على الدكتوراه بجامعة نورث كارولينا فى بحوث العمليات تحت إشراف الأستاذ الأمريكى المصرى العظيم صلاح المغربى الذى كان يعمل أستاذا بتلك الجامعة والذى تتلمذ على يديه الكثيرون من الطلبة العرب والمصريين فى ذلك المجال الحيوى المهم, والذى كان هو واحدا من أساطينه على مستوى العالم كله.

لم يدخر باجس دودين جهدا ولا وقتا ولا مالا فى تعليم ريما وبقية أسرته, وكرس كل حياته على زرع كل القيم الأصيلة فيها لتكون فى نهاية المطاف نموذجا رائعا للفتاة العربية فى المجتمع الأمريكى. وصفها السيناتور الأمريكى ريتشارد ديربن الذى كانت تعمل معه فى تغريدة له بتاريخ 24 نوفمبر عقب سماعه نبأ تعيينها فى البيت الأبيض ضمن إدارة الرئيس المنتخب بايدن قائلا: أنا فى منتهى السعادة أن تكون مساعدتى ضمن فريق الشئون القانونية للرئيس المنتخب جوزيف بايدن. هى ذكية وموضع ثقة وتحظى باحترام أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطى والجمهورى. إن رئيسنا المنتخب سيجد فيها المساعدة التى سيحتاجها فى مجلس الشيوخ.

ريما حاصلة على بكالوريوس فى العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا ببريكلى بمرتبة الشرف عام 2002, وهى واحدة من أعظم جامعات الدنيا, ثم حصلت بعدها على شهادة فى القانون من جامعة إلينوى المرموقة بمرتبة الشرف أيضا عام 2006. عقب تخرجها عملت مباشرة فى مجلس الشيوخ مساعدة للسيناتور ريتشارد دربين من ولاية إلينوى وكتبت كتابا عن مجلس الشيوخ يعتبره الكثيرون مرجعا أساسيا عنه. أسهمت ريما بنشاط كمتطوعة فى الحملات الانتخابية للرئيس أوباما عامى 2008 , 2012 وللمرشحة هيلارى كلينتون عام 2016والرئيس بايدين عام 2020 كونها تنتمى للحزب الديمقراطى.

هى أول مسلمة من أصول فلسطينية تدخل البيت الأبيض وهى نموذج يحتذى به للفتاة المسلمة المتفتحة المؤهلة علميا وثقافيا وإنسانيا, فهى لا تعرف العنصرية ولا الكراهية لأحد. ريما مثلها مثل كل اختيارات بايدن, تتمتع بالذكاء الشديد والحصول على المؤهلات والثقافة والخبرة اللازمة, وهى السمات التى بناء عليها يختار الرئيس بايدن أعضاء إدارته, وبالتالى لم تعط لها الوظيفة منحة أو منا. تنحدر ريما من عائلة فلسطينية من قرية دورا التابعة لمدينة الخليل بفلسطين المحتلة. والدها الدكتور باجس دودين الذى عمل منذ تخرجه أستاذ اللعلوم الإدارية بجامعة كاليفورنيا برفر سايد, ووالدتها السيدة سامية دودين حاصلة على ماجستير فى إدارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا وليسانس فى الأدب الإنجليزى وهى بنت مصطفى دودين الذى كان يعمل وزيرا سابقا فى الحكومة الأردنية والذى يعرف بمؤسس المجالس البلدية والقروية التى لم تكن تخضع لرؤية إسرائيل.

الدكتور باجس دودين من المحبين العاشقين مصر ودورها التاريخى وأهميتها وهى ترى أن الأمة العربية لن تفلح أبدا دون مصر القوية. أتذكر له موقفا فى محاضرة فى مدينة رالى عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد قام بعدها طالب فلسطينى مستجد ووصف مصر بالخائنة. عندها غضب باجس دودين وأسكته بعنف قائلا: مصر ليست خائنة ولم تكن أبدا خائنة, اجلس فى مكانك بأدب، وحاول أن تعلم أكثر, وأعطاه محاضرة فى دور مصر التاريخى فى الدفاع عن القضية الفلسطينية.

هناك وعد آخر وعده الرئيس المنتخب بايدن للمواطنين الأمريكيين من دول إسلامية وهو أنه سيلغى فى أول يوم له فى الحكم بعد تنصيبه رئيسا رسميا للولايات المتحدة ظهر العشرين من يناير المقبل كثيرا من المراسيم التى وقعها الرئيس ترامب ومنها حظر سفر المواطنين من ثلاث عشرة دولة، بينهما سبع دول إسلامية الى الولايات المتحدة الأمريكية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
وماذا بعد المحاكمة الثانية؟!

تحوي المادة الأولى للدستور الأمريكي إمكانية عزل الرئيس الأمريكي ونائبه وحكام الولايات والقضاة الفيدراليين طبقًا للنص: سيعزل الرئيس الأمريكي ونائبه وكل

تعويض

بتاريخ 28 مايو 2015، ألقى شاشي ثارور عضو البرلمان الهندي خطابًا عاصفًا في جامعة أوكسفورد طالب فيه بريطانيا بضرورة دفع تعويض قدره ثلاثة تريليونات من الدولارات

الأكثر قراءة