لم أكن لأتعرض لهذا الأمر لولا أن المصدر هو موقع (أحوال تركية) التركي المشهود له بالمهنية والدقة نظرا لغرابة التصريح الذي أدلى به أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية (الإسلامي) الحاكم في تركيا عبر التليفزيون الرسمي. هولكي جيفيز أوغلو السياسي والإعلامي التركي قال على الهواء مباشرة في معرض تبجيل رئيسه (حتى لو بُعث النبي محمد وشكّل حزباً سياسياً اليوم، فلن يحصل على أصوات أكثر من أردوغان).
هذا التصريح الغريب يعد تجاوزا في حق الرسول الكريم(صلى الله عليه وسلم) ولا يقل عن الرسوم المسيئة التي نشرتها الصحيفة الفرنسية. وإذا كان صحفيو شارلي إيبدو لا تربطهم علاقة بالإسلام وخاتم الأنبياء والمرسلين، فكيف يصدر مثل هذا الكلام عن عضو في حزب إسلامي يدرك دون شك قيمة محمد عليه الصلاة والسلام؟. ماذا يقصد هذا الأوغلو بتصريحاته الغريبة ؟ هل يقصد أن المسلمين في تركيا ينتمون لأردوغان أكثر من انتمائهم للرسول؟ هل يقصد أن احترام الأتراك لرئيسهم يفوق احترامهم لأي شخص آخر حتى وإن كان النبي الذي حمل الرسالة وأرسى دعائم الدين الحنيف الذي يشكل المرجعية لحزبهم الحاكم حاليا؟. إذا كان يقصد ذلك فلماذا لم يتحرك أردوغان وأذنابه لمعاقبته كما طالبوا عند نشر الرسوم الفرنسية المسيئة؟ وإذا كان لا يقصد هذا فماذا يقصد إذن؟. الرسول الكريم هو القائل (أنا محمَّد بن عبد الله، أنا عبد الله ورسوله، ما أحبُّ أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله) فكيف يجرؤ من يدعي أنه تابع له على ادعاء منزلة تفوق مقام النبي؟ عجيب أمرك يا أردوغان.