نستقبل يوميا عشرات الاتصالات من أصحاب الحاجات الذين يلجأون للبرامج لمساعدتهم فى العلاج وتوفير فرص عمل وتوصيل صوتهم لأولى الامر والاستغاثات ورفع الظلم عنهم وغالبا ما تحاول البرامج والقائمون عليها المساعدة بقدر ما يستطيعون دون منًّ عليهم ولا استغلال لضعفهم أو المتاجرة بفقرهم ومرضهم وتجريسهم صوت وصورة فى أحط تجارة بهدف زيادة نسب المشاهدة لجذب اعلانات بالملايين.
ومن المعروف أننا شعب يشكو الكثيرون فيه ومن المعروف أن مثل هذه البرامج تجد صدى كبيرا عند الجمهور خاصة فى ظل ارتفاع نسب الفقر وأغلب الظن أن علاج الفقراء وإيواء الايتام ورفع الظلم عن المظلومين ليست من وظائف الإعلام ولكنها مسئولية الدولة ومؤسساتها، ثم الأهم أن كرامة هؤلاء المهمشين فوق أى اعتبار لمثل تلك البرامج المهينة، وإذا كانت هناك عقوبات ضد التنمر على ذوى الحاجات فمن الأولى تطبيقها على تلك البرامج والقائمين عليها؛ بل وعلى القنوات التى تتكسب بالتنمر على هؤلاء الضعاف فى مشهد أقرب لتجارة العبيد والرقيق.
والغريب أن كل تلك المهازل لم تلفت نظر الجهات المتعددة أقول ذلك بمناسبة مذيعة أحد البرامج التى أدمنت الشهرة بفعل كل ماهو غريب وعقب كل واقعة تصرخ بأنها عالجت وتقدم مساعدات للفقراء وكأنها فعلا هى التى تدفع لهم والحقيقة أنها تتسول على حسابهم، وليس هناك فرق بينها وبين من يستأجرون الاطفال للتسول بهم وعليهم، وأعرف بعضا من البرامج والمذيعين شيدوا شهرتهم على حساب هؤلاء الضعفاء وتكسبوا من ورائهم الملايين؛ بل إن معظمهم كانت الحسابات فى البنوك بأسماء البرنامج ولهم منفردين حق التوقيع والتصرف.
وحدث أن استغنت إحدى القنوات عن مذيعة كانت تقدم تلك النوعية واكتشف مدير القناة أن حسابات التبرع باسم السيدة المذيعة تتصرف فيها كيفما شاءت وعند التحقيق اكتشفوا كم السفه والمصاريف الشخصية للست المذيعة من سفر وهدايا وغيره على حساب المرضى والأيتام، ومنهم من تنبه لـمخاطر جمع التبرعات فكون جمعية أهلية لكى يكون التسول شرعيًا، ومنهم من ذهب لجمع التبرعات من المغتربين، وكانت تكلفة السفر أكثر مما جمعوه، وطبعًا كل ذلك بالصوت والصورة لمزيد من الإعلانات والرعايات.
ومن المعلوم أن للمذيع وفريق العمل نسبة من دخل الإعلانات، وهناك مناشدات ونداءات استغاثة لمساعدة فقراء ومرضى وتمويل برامج ومشاريع إنسانية..
ظاهرة امتلأت بها مواقع التواصل الاجتماعى واستغلها البعض لتحقيق حلم الثراء، حيث يختلط فيها الصدق بالتضليل، وبحسب روايات الضحايا، يتسلل المتسولون الجدد إلى المجموعات الإلكترونية من خلال طلبات التبرع للغارمات والمحتاجين، حيث يطلبون تحويل أموال على أرقام خاصة دون تحديد هوية الغارمات.
وهو ما دفع مجموعات من الشباب للتصدى لتلك الممارسات من خلال مبادرة مباحث الخير التى كرست نشاطها لضبط عمليات التسول والنصب من خلال الإنترنت. كما ظهر مؤخرا إعلان الدورات للطلاب والخريجين والمكسب حصولهم على وظيفة، والحقيقة أنها متاجرة بأحلام الشباب من أجل تربحهم من ثمن الدورات.
وأيًا كانت النيات فإن كل ذلك ليس من مهام الإعلام ولايعنى ذلك وجود شرفاء عظام مثل الراحل عبدالوهاب مطاوع وبريد الأهرام وليلة القدر للراحل مصطفى أمين ومستشفى سرطان الأطفال ومؤسسة بهية ومعهد الأورام وقصر العينى وبنك الطعام ومؤسسة تحيا مصر وعشرات الجمعيات المحترمة التى تمنح الفقراء فرصة العمل والكسب الشريف وغيرهم من الجيل الذهبى فى الإعلام الذين أقاموا مؤسسات شرعية لرعاية أصحاب الهمم والحاجات وليس أعمال منظرة عابرة بهدف التكسب.
وتشير دراسات علم النفس الى أن الناس يتبرعون أكثر إذا ظهر الناس وهم يحاولون مساعدة أنفسهم بدلا من الانتظار السلبى للمساعدة.
لذا، فالدرس المستفاد هنا هو استخدام صور لعائلات تحاول بناء ملجأ لها، على سبيل المثال، بدلا من الجلوس والانتظار على أمل وصول المساعدة. وأيًا كان الامر فهذا بلاغ للمجلس الأعلى للإعلام ووزارة التضامن والجهاز المركزى للمحاسبات لوقف هذا العبث والمتاجرة بأصحاب الحاجات.
ببساطة
> يستحق الطلائع كأس الاحترام والاخلاق.
> لدى السيسي مشروع اسمه إحياء مصر.
> إذا دخلتم القلوب فأحسنوا سكناها.
> سلوك البشر مع الحيوانات يفضح ما يخفونه.
> برامج الخير سبوبة وتسول على جثث الفقراء.
> لا تقاتل إنسانًا ليس لديه ما يخسره.
> شبكات المحمول تقطع ما يتم وصله.
> العلاقات العربية - العربية أولى بالتطبيع.
> أكثر كلمة إيجابية فى 2020 negative.
> كوخ تضحك فيه أفضل من قصر تبكى فيه.
> فى الوقت المناسب يأتى ناس تخلص حق ناس.
* نقلًا عن صحيفة الأهرام