عرفت معظم وزراء التعليم فى مصر على مدى 40 عامًا اقتربت لحد الصداقة مع بعضهم واتفقنا واختلفنا لمصلحة العملية التعليمية وكانت القضية الكبرى فى تساؤل هل التعليم سياسة وزير أم وزارة؟ حيث كان لكل وزير سياسة تعليمية تنسف ما وضعها سلفه وباتت المناهج والطلاب حقل تجارب لدرجة أن بعضهم وضع سياسة وعند التطبيق خرج من الوزارة حتى إن مصر ظلت حائرة فى قضيتى الصف السادس والثانوية العامة وكان الحل البسيط هو دراسة سياسات الدول الكبيرة وأخذ ما يلائم مصر لأننا لسنا بصدد إعادة اختراع العجلة.
وأشهد الله أن معظم من جلس على كرسى الوزير كان متفهمًا متواضعًا يستمع ويناقش ويتسع صدره للنقد وكان معظمهم حريصًا على أن يكون خطابه للناس، وكان الدكتور مصطفى كمال حلمى مؤدبًا لدرجة تشعر محدثه بأنه لم يتلق أى قدر من الأدب، وكان الدكتور فتحى سرور مثقفًا ولديه تجربة فرنسية واسعة، وكان الأستاذ منصور حسين ابن العملية التعليمية وعارفًا بدهاليزها وكان الدكتور حسين كامل بهاء الدين سياسيًا تربويًا لا يتحرج من رفع سماعة التليفون عشرات المرات يوميًا ومناقشة أصغر محرر والرد عليه بحجة ومنطق، وهو الذى صاغ نظرية التعليم أمن قومي، وتلك بعض الأمثلة لوزراء مصريين محترمين لم يتأففوا من النقد أوً لديهم موقف متعال من استفسارات أولياء الأمور.
كما أن الوزير الحالي طارق شوقي ابن النظام التعليمي المصري وصحيح أن للرجل اجتهاداته التى يؤجر عليها، وأنه صاحب مشروع مهم للتطوير وتخليص النظام التعليمى من الرتابة والنمطية التي لا تعطى منتجًا متوافقًا مع العصر ومن الطبيعى أن تحدث خلافات وعدم فهم فى بدايات أى نظام أو تجربة خاصة إذا كان الجديد ينسف ما قبله وما تعود الناس عليه، ونتيجة لذلك تكونت آلاف الجروبات لأولياء الأمور على وسائل التواصل الاجتماعي تقول وجهة نظرهم فى سياسات التعليم أحيانًا برفق وأحيانًا بغضب أحيانًا بعدم فهم وأسهم فى ذلك عدم التفاعل معهم من خلال وزارة التعليم التى التزمت الصمت تاركة الأمر للوزير وحده مع غياب متحدث رسمي نشط ومدرك لأهمية التواصل مع الشارع والسوشيال ميديا.
وتلك بعض الآراء على السوشيال لأولياء الأمور فيقول أحدهم: كما تصالحت الدولة مع مخالفات البناء وأراضي وضع اليد، مطلوب نفس الخطوة مع أولياء الأمور خاصة فيما يخص التعليم وأطفال مصر الذين يتجاوز عددهم 20 مليونًا قابعين في بيوتهم منذ مارس الماضى وما زال وزير التعليم يصر على أن موعد بدء الدراسة للمدارس الحكومية والخاصة فى 17 أكتوبر أي بعد تسعة أشهر من الضياع وعدم التعلم بالتفرقة بينهم وبين أطفال المدارس الدولية وحين يعودون فهو يومان فى المدرسة؟ بينما أولاد الدولية طيلة أيام الأسبوع... ثم لماذا يصر وزير التعليم على إلغاء اليوم الدراسي وتحويله إلى مجرد يومين فى فصل لإلقاء بعض الدروس مع إغفال ضرورة وأهمية الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية والتى هى جزء أصيل وحيوى من بناء وتكوين الشخصية المتوازنة ثم نلوم أطفالنا وشبابنا ونقول لماذا يتصرفون هكذا سواء بالتطرف أو السوقية والعنف وعدم احترام القيم والجمال والمبادئ، فعندما تعود المدارس والدراسة فى جميع بلدان العالم بما فيها البلدان التى بها نسبة إصابة عالية لكن نسبة وفاة منخفضة من جراء الفيروس اللعين سواء فى فرنسا أو السويد أو هولندا أو ألمانيا وبريطانيا، فإن هذا يؤكد أن التعليم عن بعد أكذوبة لم تستطع أن تكون بديلًا للتعليم قبل الجامعى وأن دور المدرسة متكامل ما بين تعليم وتربية ونشأة.. ثم إن أسلوب التقييم فهو ليس صح وخطأ وإنما هو تقييم يعتمد على معايير تربوية وفكرية عن التذكر والتحليل والفهم والتعبير والإبداع والمنطق؛ لذا فإن أساليب الامتحانات لن تكون جميعها إليكترونية وهذا المنهج لا يوجد فى أى منهج تعليمى متكامل.
ويتخوف أولياء الأمور من أن يقع على طلاب الثانوية العامة هذا العام ظلم كبير؛ حيث هناك الكثير من الأهالى غير متوافر لديهم النت ويظل التساؤل لماذا تم إلغاء الكتب هل هو للتوفير؟ أو إذا كان للتوفير فكيف صرفت كل هذه الأموال على التابلت؟
ببساطة
> المعارضة الوطنية أقوى حائط صد للفوضى.
> فى البدايات الجديدة لا تكرر الأخطاء القديمة.
> عقلية النعامة لا تناسب عصر الموبايل.
> اللهم وإن استحالت أحسنها بلطفك.
> تخاف الأغنام من الذئاب ثم يأكلها الراعي.
> يطبطب الفطاطرى على عجينته ليدخلها الفرن.
> بعض التنازل يضيع الهيبة مع الصغار.
> الصمت والاعتزال فى هذا الزمان عافية.
> لاينقص اللعبة سوى استيراد جمهور أجنبى.
> يفوز الطيبون مهما تعددت خسائرهم.
* نقلًا عن صحيفة الأهرام