Close ad
1-10-2020 | 15:37

هل شاهدت المناظرة الرئاسية بين ترامب وبايدن فجر أمس؟ إذا لم تكن، فهذا أفضل. ليست مناظرة وليست رئاسية. يمكنك تخيل ماذا كانت إذا شاهدت يوما برنامج «الاتجاه المعاكس» على «الجزيرة».. سب وشتيمة ومقاطعات وفوضى. لكن الأمانة تقتضى القول إنها لم تشهد اشتباكا بالأيدى أو قذفا بأكواب الزجاج، لوجود مسافة بين المتناظرين بسبب كورونا.

كان مقدم المناظرة كالأطرش فى الزفة. غير قادر على السيطرة على الصراخ أو الألفاظ الخارجة. نسى المنظمون كتابة تحذير على الشاشة: ممنوع لأقل من 18 عاما ومرضى القلب. اتبع ترامب استراتيجية عدم السماح لبايدن بإكمال أى فكرة، فقاطعه عند كل إجابة لدرجة أن بايدن صرخ بوجهه: اخرس يارجل. أنت أسوأ رئيس بالتاريخ. ترامب أراد سحبه إلى الوحل، أى تبادل السب والاتهامات، وعندها سيفوز لا محالة، لكن بايدن تنبه معظم الوقت واستعاد هدوءه، وكان يضحك على ترامب قائلا: هات ما عندك. بايدن المتقدم بالاستطلاعات، كان مطلوبا ألا يخطئ، وهذا ما فعله تقريبا. لم يكن متميزا بل مستقرا.

العبء كان على ترامب الذى أرضى جمهوره بمعاملة بايدن كأضحوكة غبية فاسدة، لكنه لم يجتذب المتأرجحين، الذين هم وغالبية المشاهدين لم يفهموا شيئا نتيجة الصراخ والمقاطعات. كانت المناظرة كالسيرك تتعلق عيون المشاهدين بالألعاب والحركات وليس بالمضمون المكرر والكاذب فى أغلب الأحوال، وهذا ليس جديدا على المناظرات الأمريكية. لكن ترامب زاد من البهارات والشطة كى يلهب حماس الناخبين خاصة اليمين، تماما كالمصارعة، التى ينتهك فيها المصارع القواعد أكثر مما يحترمها، ومع ذلك يعشقه الجمهور.

لا جديد فى النقاش.. برامج وسياسات المرشحين حول كورونا والرعاية الصحية والعنصرية وغيرها، معروفة، لذلك تركز تقييم المرشحين حول مدى القدرة على مواجهة الخصم، وهل نجح أحدهما بتوجيه ضربة خطافية حتى لو كانت غير قانونية للفوز؟.

استطلاعات ما بعد المناظرة، أعطت بايدن أفضلية لكن هذا حدث قبل 4 سنوات لصالح هيلارى كلينتون، وفى النهاية فاز ترامب. صراع الديكة قد يبهر المشاهدين. وحده التصويت يحسم. المناظرة تسلية وتشويق وإثارة قبل 3 نوفمبر المقبل.



نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.