** لم يعد يتبقى الكثير من الوقت على مباراتى الذهاب والعودة فى دورى الأبطال الإفريقى، بين الأهلى والوداد المغربى من جهة، والزمالك والرجاء من جهة أخرى، فموعد مباراتى الذهاب كما حددهما الاتحاد الإفريقى لكرة القدم (كاف) يومى 17 و18 أكتوبر المقبل حيث يلعب الأهلى أولًا ضد الوداد، ويعقبه الزمالك ضد الرجاء فى اليوم التالى، والمباراتان في المغرب، بينما ستقام مباراتا العودة باستاد برج العرب يومى 23 و24 أكتوبر على التوالي.
ولتسمح لى عزيزى القارئ ــ سواء كنت مشجعًا للقلعة الحمراء أو للقبيلة البيضاء ــ أن أسألك: هل أنت راضٍ عن أداء فريقك فى مباريات الدورى المحلى "الباهت"؟ وهل مستوى أى منهما ــ أهلى أو زمالك ــ يشعرك بالاطمئنان قبل هاتين الموقعتين المهمتين فى المغرب؟ وما مدى تأثير رحيل الفرنسي كارتيرون عن الزمالك، واحتمالات رحيل السويسرى فايلر عن الأهلى؟ وهل الوقت المتبقى على المباراتين يسمح للفريقين بالانسجام مع مدربين جديدين؟ وهل كل عناصر الفريقين فى خطوطهما المختلفة تعطيك الثقة بأنها قادرة على صنع الفارق خارج الديار؟...
وأسئلة أخرى كثيرة تدعو للتفكير والقلق وعدم الاطمئنان، وتمثل جرس إنذار للكبيرين قبل هاتين الموقعتين الحاسمتين، لأن تحقيق نتيجة إيجابية فى المغرب هو الطريق الإجبارى لتجاوز هذا الدور قبل النهائي والوصول إلى المباراة النهائية، إذ أن المهمة في مباراتي العودة في برج العرب ستكون بمشيئة الله أسهل لممثلى مصر، ما لم يكن للمغاربة رأى آخر!!.
اعتقادى الشخصى أن الدورى المصرى بوضعه فى السنوات الأخيرة لا يمثل مرجعية مهمة، لما يمكن تحقيقه على المستوى الإفريقى، ولا يمكن أن نغفل تأثير رحيل عدد من نجوم الأهلى المخضرمين عن الفريق مؤخرّا، وسلبياته على بقية عناصر الفريق، ومن يقول إن تأثير غياب لاعبين مثل أحمد فتحى ورمضان صبحى، وشريف إكرامى كبديل احتياطي مهم للشناوى، وحتى حسام عاشور، كاحتياطى تكتيكى يمكن الاستعانة به عند الحاجة بحكم خبرته الطويلة على المستوى الإفريقى، لن يكون له تأثير يذكر "يبقى بيضحك على نفسه" وللأمانة أقول إن هذا الرباعى تحديدًا كانوا يمثلون أهم عناصر الخبرة فى الفريق ورحيلهم فى وقت واحد، مؤثر دون أدنى شك، لأن المباريات الإفريقية ليست مثل مباريات الدورى المحلى "الخادع"، بل إن الخبرة الدولية فيها حاسمة ومؤثرة أبلغ تأثير.
وما يقال عن الأهلى ولاعبيه ومستوى أدائهم، يقال عن الزمالك ولاعبيه ومستوى أدائهم، فلم يكونوا أفضل حالًا، رغم أنهم ــ على الورق ــ ربما يبدون أفضل وأكثر خبرة، فى ظل وجود الثلاثي العربى الدولى ساسي وبن شرقي وأوناجم، والاثنان الأخيران مغاربة، ووجودهما فى الفريق ربما يكون سلاحًا ذا حدين، إما أن يأتى فى مصلحة الرجاء أو مصلحة الزمالك.
لست من دعاة التشاؤم ــ ولن أكون ــ وإنما أردت أن ألفت الأنظار إلى أن مستوى الدورى المحلى عندنا "تعبان قوى" مهما يكن تهليل البعض له خلال استوديوهات التحليل، وبين جماهير القطبين المتعصبة والتى لا تقبل كلمة نقد لفريقها، ولم يكن مستوى هذا الدورى ــ ولن يكون ــ فى أى وقت من الأوقات مقياسًا، للأداء أو لتحقيق نتائج إيجابية على المستوى الإفريقى.. فحذار يا أهلى ويا زمالك، لأن إفريقيا ــ بجد بجد بجد ــ غير!!.
.........................................
** لم يخجل جوزيب ماريا بارتوميو رئيس نادى برشلونة، من الاعتراف ضمنيًا، أمام مجموعة من الصحفيين الإسبان، بإن ناديه لا يملك الموارد المالية الكافية لعقد صفقات كبيرة جديدة، إلا إذا نجح مسبقًا فى بيع عدد من اللاعبين للتخلص من رواتبهم الكبيرة. والمعروف أنه باستثناء اللاعب ترينكاو، لم يتعاقد برشلونة مع أى لاعب آخر هذا الصيف، ولن يكون بمقدوره ذلك إلا فى حالة واحدة فقط، إذا نجح فى بيع بعض اللاعبين من الآن وحتى ما قبل موعد إغلاق الميركاتو الصيفى يوم 5 أكتوبر المقبل، لأن ميزانية الرواتب لا تسمح له بهذا الترف.. بالمناسبة، برشلونة تخلص بالفعل من أرتورو فيدال ولكنه رحل مجانًا إلى إنترميلان، وباع سميدو بـ 30 مليون يورو لوولفرهامبتون الإنجليزى، وترك لويس سواريز لأتلتيكو مدريد دون مقابل، اللهم إلا مليونى يورو فى حالة الوصول إلى دور الثمانية لدورى الأبطال الأوروبى "الشامبيونزليج"، خلال عامى عقده. فهل يكفى مبلغ 30 مليون يورو لشراء نجم كبير من طراز عالمى وبحجم الأرجنتينى لاوتارو مارتينيز نجم إنترميلان الذى يطلب ناديه 111 مليون يورو؟! وهل ينجح النادى الكتالونى فى شراء النجم الهولندى ممفيس ديباى لاعب ليون الفرنسى والذى يريده بشدة رونالد كومان المدير الفنى الجديد للبارسا؟! أشك كثيرًا!.
بارتوميو اعترف أيضًا بأن ناديه، مثله مثل أندية أخرى كثيرة، تأثر تأثرًا شديدًا بجائحة فيروس كورونا، وأصبح حجم رواتب اللاعبين عبئًا كبيرًا على ميزانية النادى، وباتت عملية البيع ضرورية لضبط الميزانية، وإتاحة الفرصة للتعاقد مع صفقة جديدة على الأقل.
النادى الكتالونى يعانى ربما لأول مرة منذ سنوات، من أزمة سيولة حقيقية تجبره على ضرورة بيع عدد من لاعبيه، وإلا فإنه سيتحمل عبء رواتبهم فى الموسم الجديد إذا لم يجد مشترين!