هل أفرط "البسطاء" في أحلامهم المشروعة بأن الرئيس السيسي، الذي جاء بإرادة شعبية غير مسبوقة سوف ينقلهم ـ وبقدرة قادر ـ إلى دنيا غير الدنيا وإلى مستوى من الرفاهية قد يفوق ما كانوا يرونه حتى في أحلامهم، حينما خرج عليهم الرئيس وصارحهم بالحقيقة المرة المتعلقة بالاقتصاد المتدهور وهي الحقيقة التي ظلت الأنظمة المتعاقبة "تخفيها" عن الشعب للابتعاد عن "الشوشرة" و"وجع الدماغ".
المشكلة التي غابت عن الناس أن الرئيس - وعن قناعة تامة - اختار الطريق الصعب، وهو المصارحة والوضوح، والتعامل مع الأمر الواقع على أنه "شر لابد منه".
ولكن المشكلة الحقيقية أن الناس البسطاء لم يعتادوا من قبل على مثل هذا النهج من "الصراحة" فكانت النتيجة هذا الإحساس بـ "كسر الخاطر" و"خيبة الأمل" التي يتحدثون عنها فيما بينهم "همسًا" تفاديًا لنظرة شماتة قد يرونها في عيون أعداء ثورة 30 يونيو الذين يتربصون بالدولة المصرية عبر إعلامهم القذر الذي يبث سمومه من تركيا وقطر وعن طريق اللجان الإلكترونية التي تعيث فسادًا في منصات التواصل الاجتماعي صباح مساء بشكل سافر وسافل.
البسطاء من أبناء الشعب تتملكهم الحيرة فكيف أن الرئيس الذي أحبوه إلى درجة العشق قد طاوعه قلبه على أن يصدمهم بتلك الحقائق التي تشبه "المرار الطافح" حينما يتحدث عن الوضع الإقتصادي بكل هذه الصورة شديدة القتامة فهم وبكل بساطة ينتظرون بفارغ الصبر هذا العائد الكبير الذي سمعوا عنه بأنه سيأتي من اكتشافات الغاز الطبيعي ومن النقلة النوعية التي أحدثتها قناة السويس الجديدة على مصادر الدخل القومي.
الناس البسطاء ربما يكون لهم العذر في ذلك فهم لا يرون ما فعله فيروس كورونا في الاحتياطي النقدي ولكنهم يشعرون وبقوة بكل ما حدث لجيوبهم التي أصبحت خاوية بسبب كورونا وغير كورونا.
الأمر يزداد تعقيدًا يومًا بعد الآخر ويستوجب أن نعترف وبكل شجاعة بحالة الحيرة التي تجتاح البسطاء والتي تتطلب من الحكومة - وبشكل عاجل - أن يقابلها إجراءات فورية تضمن الحفاظ على ما تبقى من "خدمات" للمواطنين الفقراء الذين كانوا وما زالوا يمثلون الظهير الشعبي لدولة ٣٠ يونيو حينما خرجوا بالملايين في الميادين والشوارع رافضين حكم تلك الجماعة الإرهابية وأسقطوها بالفعل وألقوا بها في مزبلة التاريخ.
[email protected]