Close ad

المرار "الطافح"!!

28-9-2020 | 06:44

هل أفرط "البسطاء" في أحلامهم المشروعة بأن الرئيس السيسي، الذي جاء بإرادة شعبية غير مسبوقة سوف ينقلهم ـ وبقدرة قادر ـ إلى دنيا غير الدنيا وإلى مستوى من الرفاهية قد يفوق ما كانوا يرونه حتى في أحلامهم، حينما خرج عليهم الرئيس وصارحهم بالحقيقة المرة المتعلقة بالاقتصاد المتدهور وهي الحقيقة التي ظلت الأنظمة المتعاقبة "تخفيها" عن الشعب للابتعاد عن "الشوشرة" و"وجع الدماغ".

المشكلة التي غابت عن الناس أن الرئيس - وعن قناعة تامة - اختار الطريق الصعب، وهو المصارحة والوضوح، والتعامل مع الأمر الواقع على أنه "شر لابد منه".

ولكن المشكلة الحقيقية أن الناس البسطاء لم يعتادوا من قبل على مثل هذا النهج من "الصراحة" فكانت النتيجة هذا الإحساس بـ "كسر الخاطر" و"خيبة الأمل" التي يتحدثون عنها فيما بينهم "همسًا" تفاديًا لنظرة شماتة قد يرونها في عيون أعداء ثورة 30 يونيو الذين يتربصون بالدولة المصرية عبر إعلامهم القذر الذي يبث سمومه من تركيا وقطر وعن طريق اللجان الإلكترونية التي تعيث فسادًا في منصات التواصل الاجتماعي صباح مساء بشكل سافر وسافل.

البسطاء من أبناء الشعب تتملكهم الحيرة فكيف أن الرئيس الذي أحبوه إلى درجة العشق قد طاوعه قلبه على أن يصدمهم بتلك الحقائق التي تشبه "المرار الطافح" حينما يتحدث عن الوضع الإقتصادي بكل هذه الصورة شديدة القتامة فهم وبكل بساطة ينتظرون بفارغ الصبر هذا العائد الكبير الذي سمعوا عنه بأنه سيأتي من اكتشافات الغاز الطبيعي ومن النقلة النوعية التي أحدثتها قناة السويس الجديدة على مصادر الدخل القومي.

الناس البسطاء ربما يكون لهم العذر في ذلك فهم لا يرون ما فعله فيروس كورونا في الاحتياطي النقدي ولكنهم يشعرون وبقوة بكل ما حدث لجيوبهم التي أصبحت خاوية بسبب كورونا وغير كورونا.

الأمر يزداد تعقيدًا يومًا بعد الآخر ويستوجب أن نعترف وبكل شجاعة بحالة الحيرة التي تجتاح البسطاء والتي تتطلب من الحكومة - وبشكل عاجل - أن يقابلها إجراءات فورية تضمن الحفاظ على ما تبقى من "خدمات" للمواطنين الفقراء الذين كانوا وما زالوا يمثلون الظهير الشعبي لدولة ٣٠ يونيو حينما خرجوا بالملايين في الميادين والشوارع رافضين حكم تلك الجماعة الإرهابية وأسقطوها بالفعل وألقوا بها في مزبلة التاريخ.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
سلاح "الوطنية" وساعة "الخونة"!!

سلاح "الوطنية" وساعة "الخونة"!!

"إللي ما يعرفش"!!

"إللي ما يعرفش"!!

"دفنينه سوا"!!

في عالم السياسة لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم؛ بل هي المصالح الدائمة التي تحكم العلاقات المرتبطة بهذا المجال، ولكن للأسف الشديد فإنه مع التدهور الشديد

حبوا تصحوا !!

تشير جميع الدلائل الى أن الموجة الثانية من فيروس كورونا قد تكون أكثر شراسة من موجته الأولى، وعلى الرغم من ذلك فنحن نعيش حالة من اللامبالاة تصل فى كثير

أصحاب القلوب السوداء!!

ذات يوم وقفت إحدى المدرسات بين تلاميذها، وقالت إنها تريد أن يحضر كل واحد منهم في اليوم التالي ومعه كيس به ثمار البطاطس، وطلبت أن يطلق كل واحد منهم على ثمرة البطاطس اسم شخص يكرهه!!

لعنة "والي عكا"

كلما شاهدت فيلم الناصر صلاح الدين، وهو من كلاسيكيات السينما المصرية، أتوقف كثيرا أمام شخصية والى عكا التى جسدها ببراعة الفنان توفيق الدقن، فمن أين أتى

"تعويذة" هدم الدولة!!

علينا أن نعترف بأننا نعيش الآن ظروفًا معيشية قاسية.. فلا أحد ينكر تلك الحالة الصعبة التى "تعصر" الجميع دون استثناء فى ظل ارتفاع جنونى فى أسعار كل شيء،

"غشاوة" العيون!!

منذ عدة سنوات، وبينما كنت أسير في أحد شوارع مدينة شتوتجارت المعروفة بقلعة الصناعة في ألمانيا، لفت نظري حالة الانبهار التي شاهدتها في وجه صديق صحفي كان

"جريمة" الدكتورة إيناس!

من حق الجماعات الإرهابية ودعاة الفكر المتطرف أن يكرهوا الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، كرهًا يفوق كراهية "الذئب" لضوء "النار"، فكما هو معروف أن

"وقاعين الشيل" الجدد!!

كتبت من قبل عن تلك النوعية من الناس الذين كنا نطلق عليهم فى قريتنا بسوهاج أيام زمان اسم "وقاعين الشيل" هؤلاء الناس كانوا من محترفي إيذاء السيدات وخاصة

الأكثر قراءة