أيقونة القضاء الأمريكي .. القاضية "روث بادر جينسبيرج" توفيت مساء الجمعة، وكان هو الحدث الأبرز في المشهد السياسي الأمريكي؛ لأنه فتح المجال أمام جدل واسع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي؛ والجدل سببه من سيخلٌف القاضية "روث بادر جينسبيرج" في المحكمة الأمريكية العٌليا، وبالطبع لن يفوت ترامب الفرصة ومن ورائه بالطبع مجلس الشيوخ إلى دعم وتعيين أحد المٌقربين منهم.
المحكمة العليا الأمريكية أصدرت بيانًا جاء فيه: إن القاضية في المحكمة روث بادر جينسبيرج المدافعة الشهيرة والعتيدة عن حقوق المرأة قد توفيت عن عمر ينٌاهز الـ 87 عامًا بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
وكانت القاضية روث جينسبيرج من أبرز الناشطات النسويات في الولايات المتحدة الأمريكية وصارت مع الوقت رمزًا لليبراليين بشكل عام في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت روث بادر جينسبيرج أكبر القضاة سنًا وثاني امرأة على الإطلاق تشغل منصب قاض في المحكمة العليا؛ حيث خدمت لمدة 27 عامًا.
وقال كبير القضاة جون روبرتس في البيان الصادر عن المحكمة العٌليا: "لقد فقدت أمتنا قامة ذات مكانة تاريخية.. فقدنا في المحكمة العليا زميلةً عزيزةً علينا اليوم نحزن، ولكن الأجيال المٌقبلة ستتذكر روث بادر جينسبيرج كما عرفناها - بطلة لا تكلّ وعازمة على العدالة..."
طبعا كعادته دائمًا لم يفوت دونالد ترامب هذه الفرصة وسارع بالتصريح قائلًا بأنه يريد أن يؤدي قاض جديد للمحكمة العليا الأمريكية اليمين "من دون تأخير"، وجاءت وفاة القاضية روث جينسبيرج قبل ستة أسابيع فقط من موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المٌحدد لها يوم الثلاثاء الموافق الثالث من شهر نوفمبر المٌقبل.
وكما قٌلت في بداية المقال فإن وفاة سيدة العدالة أو القاضية روث يٌزيد المشهد السياسي الأمريكي الداخلي ارتباكًا على ارتباك نظرًا لما يُمثله المقعد الشاغر بوفاة القاضية روث في المحكمة الأمريكية الٌعليا.
فها هو المرشح الديمقراطي المنافس لدونالد ترامب في الانتخابات المٌقبلة (جو بايدن) يٌصر على ضرورة تأجيل قرار اختيار من يشغل المقعد الشاغر بوفاة القاضية روث في المحكمة الأمريكية العٌليا إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية نهاية العام.
وسبب ذلك هو أن التوازن الأيديولوجي للمحكمة المكونة من تسعة أعضاء يعد أمرًا حاسمًا في أحكامها بشأن أهم القضايا في القانون الأمريكي.. وما لذلك من تأثير كبير وحيوي على كافة مظاهر الحياة داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
ففي عام 2016 منع الجمهوريون في مجلس الشيوخ باراك أوباما - الرئيس الديمقراطي - من تعيين واختيار قاضٍ للمحكمة العليا الأمريكية، وهو ما جعل ترامب يٌطالب مجلس الشيوخ الذي يٌسيطر عليه الجمهوريون لسرعة النظر في اختياره دون تأخير، وقال ترامب وهو يصعد إلى المنصة في تجمع حاشد في ولاية كارولينا الشمالية، على هتافات "املأ هذا المقعد": إنه سيٌرشح عضوًا جديدًا في المحكمة الأمريكية العليا.. على الرغم من اعتراضات الديمقراطيين، وأعلن أن الاختيار سيكون "امرأة موهوبة جدًا ورائعة جدًا".
وأضاف أنه لا يعرف حتى الآن من سيختار، وقال ترامب الذي بدا بعد ذلك أنه يشير إلى استعداده لقبول التصويت على مرشحه خلال فترة البطة العرجاء بعد الانتخابات: "لقد فزنا في الانتخابات وهذه هي النتائج.. لدينا الكثير من الوقت لأننا نتحدث عن يوم (20 يناير).. وللحديث بقية