فى قضية بناء الإنسان المصرى، تبرز أهمية تنمية الوعى السياسى والثقافى للشباب، ونشر الأفكار الصحيحة، ومواجهة الآثار السلبية المترتبة على انتشار الفكر المتطرف، ويتطلب الأمر برمته دعم الأنشطة الثقافية، والاهتمام بالتعليم والثقافة، وهو ما يستلزم أن يكون هناك اختيار دقيق لكوادر مستنيرة قادرة على بناء العقول بكل المجالات، وتوسيع دائرة الحوارات للتعرف على ما يدور فى فكر الشباب، ويرتبط بذلك ضرورة تحديث وإعادة تطوير البرامج الثقافية والرياضية بالمستهدف من تغيير فى الفكر والموروثات، وإعادة النظر فى التشريعات للتصدى للفكر المتطرف، وتعزيز دور قصور الثقافة، وإعادة تشغيل دور السينما والمسارح فى الأقاليم، وتخصيص حصص بالمدارس للثقافة العامة، ومن الضرورى التوعية باحترام الآخر وعدم التنمر، ويكون ذلك من خلال حصص دراسية أخرى عن الأخلاقيات، والتركيز على الوازع الدينى، والحد من الظواهر السلوكية غير المقبولة، وكل هذه الجوانب تتطلب مشاركة الأحزاب والمجتمع المدنى، وتأكيد القيم المصرية الأصيلة.
إن نشر الأفكار الصحيحة هو الطريق نحو إعادة بناء الإنسان المصرى، ولابد لتحقيق ذلك من وضع خريطة طريق تشمل تحديد دور كل الجهات والأفراد، وزيادة تدريب وتأهيل المواطنين بالاتصالات الرقمية التى تسهم فى فتح آفاق جديدة أمام الجميع فيما يتعلق بالعلاقات الإنسانية، والاجتماعية، وزيادة الاطلاع على مختلف الثقافات، والإلمام بالجديد فى مجال المعرفة، وهذا من شأنه، تبصير المواطن بما يريده فى شتى المعارف، وكذلك الاطلاع على الفرص المتاحة والمناسبة له فى سوق العمل، ولاشك أن الخطوات التى اتخذتها الدولة خلال السنوات الأخيرة على هذا الطريق تعد حجر الأساس لخطة شاملة سوف يكون لها مردود كبير فى هذا الصدد.
نقلا عن صحيفة الأهرام