حجم مٌشاركة النساء الأمريكيات في العمل السياسي ليس كبيرًا على عكس ما قد يعتقد البعض .. وأظهرت عدة دراسات بأن الولايات المتحدة الأمريكية تحتل مراكز متأخرة (المركز الـ 91 عالميًا في الترتيب الخاص بنسبة مشاركة النساء في المناصب الرسمية والسياسية)، وهي بذلك جاءت بعد دول مثل رواندا ونيبال وكوبا..
غير أن هذا الانخفاض في تمثيل النساء في السياسة الأمريكية لا يعود إلى التمييز ضدهن ولكن لأسباب كشفت عنها إحدى الدراسات في واشنطن العاصمة أهمها غياب الطموح السياسي لدى العنصر النسائي، برغم أنه خلال السنوات الأخيرة ظهرت كثيرات على الساحة السياسية والإعلامية أبرزهن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة، وكانت أيضا أول سيدة أمريكية تطمح للوصول إلى منصب الرئاسة؛ فقد نافست الرئيس باراك أوباما على نيل ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة، وأيضا خاضت الانتخابات السابقة عن الحزب الديمقراطي، ونافست الرئيس الحالي دونالد ترامب في انتخابات 2016..
وهناك أيضًا سارة بالين التي دفعها طموحها إلى خوض الانتخابات لمنصب نائب الرئيس مع المرشح الجمهوري جون ماكين ضد أوباما ونائبه جو بايدن في انتخابات عام 2008..
وبرزت أيضًا نانسي بيلوسي أول امراة ترأس مجلس النواب الأمريكي، وغيرهن كثيرات، إلا أن ذلك لا يعكس واقع التمثيل النسائي في المناصب الرسمية والسياسية الأمريكية والذي لا يتعدى نسبة الـ 17%، وعن ذلك تقول كارين أوكونور الأستاذة في الجامعة الأمريكية في واشنطن "إن انخفاض تمثيل المرأة الأمريكية في السياسة لا يعود إلى التمييز؛ بل إن القوانين تساويهن بالرجال، ولكن النساء ببساطة لا يترشحن للمناصب الرسمية؛ لأنه لا يطلب منهن ذلك ..
وتحدثت دراسة أخرى بعنوان "الرجال يحكمون" عما وصفته بـ "الفجوة في الطموح" بين الرجال والنساء في مجال السياسة الأمريكية ورصدت الدراسة أسبابا لذلك منها خوف المرأة من البيئة الانتخابية وما يرافقها من منافسة شرسة وحملات إعلامية وتبادل للانتقادات ..
ويعتقد أيضا أن من ضمن الأسباب الرئيسية عدم ثقة المرأة بكفاءتها وقدرتها على تولي المناصب المهمة و المنافسة في الانتخابات، إضافة إلى تحملها الجزء الأكبر من مسئولية رعاية الأطفال والأسرة..
وترى الدراسة أن عدم مشاركة النساء على نطاق واسع في الحياة السياسية يترك تأثيرًا سلبيًا لاسيما على بعض القضايا الخاصة بالمرأة، وأن عدم وصول عدد أكبر من النساء لاسيما إلى مجلس الشيوخ سينعكس سلبًا على قضايا حقوق المرأة، وعلى التشريعات المتعلقة بالصحة النسائية كأساليب منع الحمل والإجهاض..
وبلغ عدد النساء المرشحات للفوز بمقاعد في مجلس النواب الأمريكي في انتخابات نوفمبر 2020 رقمًا قياسيا؛ وذلك حسب ما أعلنه مركز النساء الأمريكيات والسياسة..
وتضمنت القائمة 243 امرأة رشحتهن أحزابهن لعضوية مجلس النواب، وفق ما ذكره المركز التابع لمعهد إيجلتون للسياسات بجامعة راتجيرز.. ويتوقع زيادة العدد في الانتخابات التمهيدية المزمع إجراؤها في 13 ولاية..
التقرير أشار إلى أن أكبر عدد لنساء ترشحن لعضوية مجلس النواب الأمريكي تم تسجيله في الانتخابات النصفية عام 2018، وبلغ الرقم (234 نائبة)، والنساء اللواتي فٌزن بترشيح أحزابهن لخوض انتخابات 3 نوفمبر ينقسمن إلى 74 عن الجمهوريين و169 عن الديمقراطيين..
بالنسبة للحزب الجمهوري بلغ عدد المرشحات 53 امرأة في 2004 فيما خاضت 182 مرشحة عن الديمقراطيين انتخابات المجلس عام 2018..
وفي عام 2018 تم انتخاب عدد قياسي من النساء ومرشحي الأقليات لعضوية الكونغرس ونانسي بيلوسي الرئيسة الحالية الديمقراطية للمجلس، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب إذ ترأست مجلس النواب ما بين 2007 و2011، وعادت لرئاسة المجلس في الانتخابات النصفية عام 2018 عندما فاز الديمقراطيون بغالبية مقاعد مجلس النواب.. وللحديث بقية.