اختر رقما من واحد إلى عشرة دون البوح به، اضرب الرقم فى اثنين .. أضف للناتج العدد اثني عشر .. اقسم الناتج على اثنين .. اطرح الرقم الذى اختاره فى البداية من الناتج، سيكون الناتج النهائى فى تلك الحالة هو ستة.. صح؟
أرأيت أنه يمكن تخمين الرقم الذى فكرت فيه؟..إنها خدعة رياضية سرها فى العدد اثني عشر الذى تم جمعه على ناتج الضرب .. ولكن هناك وسائل أخرى لمعرفة ما يفكر فيه أى شخص أمامك .. إنها مهارات يمكن اكتسابها أيضا من علم الفراسة .. علم تحليل الشخصية وقراءة الوجوه ومعرفة لغة الجسد ولغة العيون.. ومن قديم الأزل وحتى الآن واليابانيون يؤمنون بذلك ..
ولتقرأ هذا الحديث الشريف: إنه كان فيما خلا قبلكم من الأمم ناس محدثون، فإن يكن فى أمتى أحد فهو عمر بن الخطاب، والمحدث هو الملهم يتلقى الصواب فى روعه.. وكان من فراسة عمر أن يفهم الملاوع والألعوبان والمجرم، ومن هنا قال قولته الشهيرة.. لست بالخب ولا الخب يخدعني.. أي لا يغلبني المخادع أو الغدار.. وهذا هو لب علم الفراسة عند العرب فهو علم التعرف على أخلاق وطبائع الناس الباطنة من النظر إلى أحوالهم الظاهرة كالألوان والأشكال والأعضاء أو هى الاستدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن.
ويحكى أن إياس بن معاوية جاءته أربع نسوة، فقال إياس: أما إحداهن فحامل، والأخرى مرضع، والأخرى ثيب، والأخرى بكر.
فنظروا فوجدوا الأمر كما قال، قالوا: كيف عرفت؟ فقال: أما الحامل فكانت تكلمنى وترفع ثوبها عن بطنها فعرفت أنها حامل، وأما المرضع: فكانت تضرب ثدييها فعرفت أنها مرضع، وأما الثيب: فكانت تكلمنى وعينها فى عينى فعرفت أنها ثيب، وأما البكر: فكانت تكلمنى وعينها فى الأرض فعرفت أنها بكر.
ومن الفراسة هناك أيضا مهارات التخاطر وفيها القدرة على التواصل ونقل المعلومات من عقل إنسان لآخر، أي أنه يعني القدرة على اكتساب معلومات عن أى كائن واع آخر، وقد تكون هذه المعلومات أفكارا أو مشاعر.. إنه نوع من التواصل اللاسلكي وكأنه البلوتوث الذى ينقل الشفرة والباسورد من شخص لآخر.
وكان الطبيب الروسى ليونيد فازيليف يفعل ذلك مع إحدى مريضاته فكانت تحرك أطرافها وتستجيب لما سيطلبه منها دونما كلام.. وقد ألف كتابا عن هذا الموضوع افترض فيه وجود اتصال كهرومغناطيسى بين أدمغة البشر .. وهذا مانراه أحيانا فى لغة العيون.. مجرد نظرة ويفهم الطرف الآخر ما نريد قوله .. والمتصوفة زمان كانوا يقولون نحن نربى أبناءنا بالنظر.
ومن قراءة لغة العيون يمكنك أن تفرق بين العيون الزجاجية التى تستقبل كلامك بتحفظ وعدم استجابة وبين العيون المفنجلة التي تنتبه لكل همسة مما تقوله، وكذلك تعبيرات الوجه ومدى التجاوب وحركة الرأس هل هي مائلة، وبالتالى مستمتعة ومتجاوبة، أم هي رافضة ومستقيمة كالصخرة .. ويمكنك أن تكتشف مايدور فى رأس الشخصية أيضا من لغة الكلام والمفردات والألفاظ وحركة اليدين والقدمين ودرجة الثبات الانفعالى ومدى التغير أو الارتباك الذى يحدث عند سماع الشخص لكلمات معينة أو أرقام معينة..
العينان دائما هما نافذة قراءة الأفكار بالدرجة الأولى.. فالشخص المتردّد وغير الواثق من رأيه يَنظر إلى الأسفل لا إرادياً، بينما من ينظر حوله كثيراً أثناء الحديث فهو شخص مشغول البال.
عموما علم الباراسيكولوجى مازال يحاول اكتشاف المزيد حول الإيماءات والإيحاءات والإدراك خارج الحواس والتحريك النفسي (الروحي) والظواهر والقدرات فوق الحسية الخارقة كالتخاطر والتنبؤ والجلاء البصرى والاستشفاء وتحريك الأشياء والتنويم المغناطيسي.
وكل ذلك من أجل الإجابة عن سؤال واحد: "نفسي أعرف دماغك فيها إيه"؟
* نقلًا عن صحيفة الأهرام