تعرضت الأسبوع الماضي لأزمة صحية مفاجئة تؤكد أهمية وضرورة رقابة وزارة الصحة المصرية على المستشفيات الخاصة، وأهمية أن يكون هناك جهة مسئولة عن تنفيذ توجيهات مجلس الوزراء المصري الخاصة بأزمة كورونا ومتابعتها، فرغم الجهود الكبيرة والتي نتباهى بها جميعاً لمواجهة هذه الجائحة، إلا أن هناك جهات في أجهزة الدولة سواء حكومية أو خاصة تجهض تلك المحاولات لعودة الحياة الطبيعية ودوران عجلة الإنتاج، فرغم أن هناك توجيهات واضحة بتخفيف ضغوط العمل على كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة (الضغط والسكر وأمراض القلب) والحوامل والأمهات لأطفال أقل من 12 سنة، إلا أن هذه الجهات لا تفرق أبداً بين هذه الفئات وغيرها، وتجبرهم على الدوام الكامل رغم علمهم بخطورة حالتهم، وأنهم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا.
كما أن معظم الجهات لم تلتزم بتوفير إجراءات التباعد الاجتماعي، ولا حتى توفير أدوات التطهير أو أي وسائل احترازية أخرى.
كما أن التجربة تؤكد أن هناك مستشفيات خاصة، تنتهز الفرصة وتستغل الجائحة في رفع أسعارها رغم سوء الخدمات بها، وهذا ما عايشته بنفسي، في أحد مستشفياتنا الخاصة الكبيرة في مدينة نصر، حيث لا تتوافر أي وسائل أمان، ناهيك عن الإهمال في تقديم الخدمة برغم غلاء الأسعار، حتى التحاليل يدفع المريض مقابلها ولا يحصل عليها، ويرتكب الأطباء أخطاء لا يقع فيها طالب امتياز طب.
ومن هنا يجب أن تشدد وزارة الصحة الرقابة على هذه المستشفيات ولا تتركها تتلاعب بالمرضى ولا بد من ضابط لهذه الفوضى وذلك الجشع.
ومن القاهرة إلى الإمارات.. فقد سعدت جدا هذا الأسبوع بانضمام "دولة الإمارات العربية المتحدة" إلى عضوية أحد أهم نوادي النخبة على مستوى العالم بعد أن أطلقت مسبار الأمل الفضائي الآلي من دون طيار، إلى المريخ، لتكون بذلك أول دولة عربية تساهم في هذا السباق، بعد الولايات المتحدة والهند والاتحاد السوفييتي السابق ووكالة الفضاء الأوروبية، ومن المنتظر أن يصل "المسبار" إلى هدفه في فبراير 2021، في الوقت الذي ستحتفل فيه الإمارات بالذكرى الخمسين لقيام دولتهم.
هذا الإنجاز الإماراتي فخر لكل العرب، وحتما سيكون كما قال الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لحظة فاصلة بين تاريخين.. خمسون عاما مضت، وخمسون عاما قادمة، ومسبار الأمل هو رسالة أمل بأننا لسنا أقل من شعوب الدول المتقدمة اجتهاداً وابتكاراً وإبداعاً، مؤكداً أن: "مسبار الأمل إنجاز لكل عربي وفخر لكل إماراتي".
الجميل في هذا الإنجاز- كما قالت - سارة الأميري وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة ونائبة مدير مشروع المسبار، إن الرحلة إلى المريخ "رسالة أمل للمنطقة، ومثال على ما يمكن أن يحصل إذا أخذنا موهبة الشباب واستخدمناها بشكل إيجابي".
والجميل أيضاً أن هذه الخطوة التي جاءت بعد جهد كبير وخطط للاستثمار في قطاع الفضاء لأكثر من 15 عاما أثمرت عن وجود مركز محمد بن راشد للفضاء الذي يقود مهمة المريخ بمشاركة 450 شخصا أكثر من نصفهم من الإماراتيين. مما يؤكد أن الشباب العرب قادرون على قهر المستحيل وتحقيق إنجازات علمية هائلة بشرط أن تتاح لهم الإمكانات المطلوبة وأن يأخذوا الفرصة للإنجاز وهذا ما فعلته حكومة دبي.
ويتمتع قطاع الفضاء الإماراتي بسجل ناجح، فقد نشط في مراقبة الأرض لنحو عقد من الزمن، ويعود تاريخ القطاع إلى عام 2006 عندما بدأت وكالة الفضاء الوطنية، التي يديرها مركز محمد بن راشد للفضاء، برنامجًا لتبادل الخبرات والمعرفة مع كوريا الجنوبية، وساهم هذا التعاون في إنتاج مجموعة من الأقمار الصناعية لرصد الأرض، بما في ذلك DubaiSat-1 و DubaiSat-2، واللذان أطلقا تباعا في 2009 و2013، وتبعهما قمر نانوي هو نايف Nayif-1 في 2017، أما في أكتوبر 2018 فقد تم إطلاق أول قمر صناعي للاستشعار عن بعد تم صنعه وتصميمه في الإمارات بشكل كامل من اليابان وهو "خليفة سات".
وفى 25 سبتمبر 2019 انطلقت من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان مركبة الفضاء "سويوز" حاملة على متنها ثلاثة رواد فضاء، بينهم هزاع علي المنصوري، أول إماراتي يُرسل في مهمة إلى الفضاء، في رحلة إلى محطة الفضاء الدولية.
وهكذا تثبت دولة الإمارات العربية المتحدة أنها دائما تسعى للتقدم تحت مظلة العلم والتكنولوجيا والأخذ بأسباب الرقى والنهضة لتكون في مصاف الدول المتقدمة، ويؤكد ذلك جهد قادتها وسعيهم الدءوب في تسخير كل الإمكانات المتاحة مادية وبشرية لتحقيق الخير والرفاهية لشعب الإمارات .
وتدل كل الشواهد على كافة المستويات أن هذه الدولة الفتية التى وضع لبنتها الأولى الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن مكتوم تسير خطوات واسعة على طريق التقدم في كافة المجالات.
وها هي تخطو خطوة عملاقة على طريق غزو الفضاء، حقا أنه انتصار لكل العرب وفخر لكل عربي ونأمل أن تتلوه خطوات أخرى لنؤكد للعالم كله أن العرب يستطيعون أن ينافسوا في سباق الفضاء، حقا مسبار الأمل الإماراتي مسبار الأمل لكل عربي في غد أفضل.
[email protected]