Close ad
11-7-2020 | 15:47

روسيا قوة متنمرة ومخربة ليس لديها الإمكانات والموارد لمنافسة أمريكا، ولذلك تستخدم كل الحيل للإضرار بمصالح الغرب وتقويض ديمقراطياته، هكذا يراها سياسيون غربيون. إنها مثل شخص لا يأخذه الكبار بجدية، فيحاول تلويث البحيرة.

وقبل أيام، أصدر مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية الأمريكى «سى إس آى إس»، دراسة عن محاولات روسيا «والصين» إحداث انقسام وارتباك داخل المجتمعات الغربية من خلال المخابرات والقوات المسلحة والإعلام الروسى. الأنشطة الروسية «الخبيثة» تتضمن: التلاعب وتوجيه النقاشات السياسية وتشويه سمعة النظم الانتخابية والتحيز لفريق سياسى ضد آخر وتعطيل الأسواق لتحقيق أهداف سياسية وإستراتيجية.

أندريه كورتونوف مدير مركز الشئون الدولية الروسى، يتصور دورا آخر لروسيا. إنه دور القرد الذى أشار إليه ماو تسى تونج، عندما لخص السياسة الخارجية للصين قائلا: قرد حكيم يجلس على قمة الجبل لمشاهدة نمرين يقتتلان. النمران بالطبع، هما أمريكا والاتحاد السوفيتى فى أثناء الحرب الباردة.

لم تعد الصين قردا بل نمر يتصارع مع النمر الآخر. التقدم الاقتصادى والتكنولوجى والعسكرى المذهل جعلها تتخلى عن وظيفة القرد، وتقلع عن نصيحة دينج شياو بينج لخلفائه بالبقاء فى الظل ومراقبة الأحداث بروية.

هل يمكن لموسكو أن تكون قردا؟ هناك صعوبات شديدة، لأن سمعة موسكو سيئة للغاية بواشنطن التى تعتبرها دولة غير صديقة. كما أنه ليس هناك حاليا رفاهية للجلوس فوق الجبل والمراقبة، فالصراع بين الصين وأمريكا يجبر الجميع على المشاركة بشكل أو بآخر.

لكن كورتونوف يعتقد أن من مصلحة روسيا ألا تغضب النمرين أو تركهما يستفزان بعضهما البعض، ويحذر من أن الانحياز للنمر الصينى لا يعنى أنه سيقف دائما مع موسكو، فبكين لم تؤيد ضم القرم وشركاتها ملتزمة بالعقوبات الأمريكية ضد موسكو.

القرد الحكيم لا يركز فقط على صراع النمرين، فالغابة واسعة ويمكنه التحالف مع حيوانات أخرى، كالاتحاد الأوروبى الذى حاول أن يكون قردا لكنه اضطر للنزول والمشاركة بصراعات النمرين.

هل يمكن لروسيا أن ترضى بدور القرد أم أن أمجاد الماضى وطموحات بوتين تزين لها دور النمر الثالث.. وهل تسمح قدراتها بذلك؟

[email protected]

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.