Close ad
8-7-2020 | 14:31

عقب مقتل جورج فلويد الأمريكي الأسود تحت ركبة شرطي أبيض في 25 مايو الماضي واندلاع الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، رصدت منظمة صحفية أمريكية 300 حادثة تعرضت لها الصحافة، بينها 49 حالة قبض علي الصحفيين و192 هجوما علي أطقم صحفية وتحطيم عشرات المعدات. تلقت الصحافة حصتها من العنف، لكنها لم تعش دور البطولة بل وجدت من أبنائها من مارس نقدا ذاتيا للحال الذي وصلت إليه وأدي لانصراف القراء وفقدانها جزءا معتبرا من مصداقيتها.

الانتخابات الرئاسية 2016، كانت نقطة سوداء بتاريخ هذه الصحافة. غطت الحملات الانتخابية ورافقت المرشحين ولم تترك كبيرة أو صغيرة إلا وأفردت لها مساحات كبيرة. لكنها لم تبذل جهدا كبيرا لمعرفة مزاج الناخب الأبيض بالتحديد، وكيف غلبت عليه ميوله العنصرية وخوفه من وضعه المعيشي، فصوت لترامب رغم أن الإعلام كان مقتنعا بأن هيلاري فائزة.

ثم جاء 2020 بأحداثه المؤلمة، من تفشي كورونا إلي الاضطرابات العنصرية، ففشلت الصحافة مجددا، كما يقول الصحفيان مارك هيرتزجارد وكايل بوب بدراسة عن أزمة الصحافة الأمريكية. انشغل الصحفيون باللحظي، ولم يحفروا عميقا في الأسباب. البحث عن التريند كان الأساس.. عدد الاصابات والوفيات، فشل الحكومة، نقص الأجهزة وهكذا. ترامب وضع الأجندة وسار الصحفيون وراءها.. يهاجم هذا ويتهم ذلك، ليضيع الجوهر، ويتم التركيز علي القشور. الأمر تكرر مع الاحتجاجات العنصرية.

فوجئت الصحافة بأن النظام الصحي فاشل وغير كفء، وأن المواطنين غير قادرين علي تحمل الأعباء الاقتصادية، وفوجئت بأن العنصرية منتشرة وأن السود يواصلون الموت والسجن والمعاناة. لم تركز علي هذه القضايا، كانت الصحافة تتفاعل مع الأحداث لكنها لا تبحث بمسبباتها. لم تطلق أجراس إنذار بل أمضت وقتها تجيب عن سؤال: ماذا حدث؟، ولم يستغرقها سؤال: لماذا حدث؟

في مصر، انتخابات مجلس الشيوخ علي الأبواب. سباق المرشحين والأحزاب للفوز مهم لكنه ليس الأهم. هناك سباق المواطنين من أجل العيش ومواجهة المشكلات التي فاقمها الوباء. المطلوب حفر صحفي شاق بالأرض وغوص في بحر التحديات التي تواجه الناس وليس فقط التركيز علي نجوم البرلمان الجدد.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.