Close ad

فئران المكاتب!!!

30-6-2020 | 17:57

فئران المكاتب، هم صغار الموظفين الذين يعانون البطالة المُقنًّعة، ومُقنًّعة معناها مجازا التى ترتدى القناع، أى غير المرئية وهم لايدركون أنهم يعانونها.
فيما بينهم و أنفسهم، مقتنعون أنهم أكثر من يتعب من أجل البشرية ومؤسستهم، رغم أن عملهم بلا أى قيمة، وهو عمل فى منتهى السلبية ولكنه سلبى متمم.
موجودون فى كل الأماكن، ولأنهم يعرفون قيمتهم الحقيقية، ويفشلون دائما أن يكونوا رقما مهما فى معادلة سير العمل، بعد فترة غالبًا يمرضون نفسيا ويصبح أساس عملهم هو عرقلة كل مصالح البشر.

وهؤلاء يعتبرونك عدوا بمجرد دخولك باب مكتبهم ودون أن تنطق بكلمة واحدة، وينقل فشله إليك فى صورة تعطيل ما كنت تريد القيام به داخل مصلحته التى يعمل بها، ومع ذلك دائما يبتسم ابتسامة رضا بلهاء.

لا يهمهم صورة مؤسستهم أو شركتهم، بل كل ما يهم هو تعطيل مصالح البشر حتى يثبت أنه أهم فرد فى هذا المكان.

وفى مرة كنت أنهى بعض الأعمال الخاصة بأحد دواوين الحكومة، وطلب منى موظف أن أذهب الى مكتب فى الدور الرابع وأن أتوجه إلى الموظفة التى تجلس فى مواجهة الباب ولا ألتفت الى أي شخص آخر فى المكتب، وبالفعل نادى الموظف الثانى الموجود، فلم أدر وجهى وأخذت الختم وانطلقت على أن أعود بعد ثلاثة أيام كى انهى الموضوع للأبد.

حضرت فى الميعاد لأجد جلبة ومعركة أمام آخر مكتب تعاملت معه المرة السابقة، مواطن يضرب الموظف الذى لم أعره أى انتباه عندما دخلت هدا المكتب، لأنه عطل مصلحته ثلاثة أشهر دون أى سبب منطقى، وعندما فاض به... ضربه!!.

عندها عرفت لماذا طلبوا أن أتوجه للموظفة أمام الباب ولا أعير هذا الآخر أى انتباه حتى لو بادر بالنداء، طبعا لأنهم كانوا يعرفون أنه من فئران المكاتب.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
انتخابات الصحفيين

مع بدء موسم انتخابات نقابة الصحفيين، كان هذا اليوم قبل كورونا عرسًا نقابل أصدقاءنا الذين لم نشاهدهم منذ فترة طويلة نتجاذب أطراف الحديث فى الشأن العام وهو

المسجد والكنيسة

نحن سكان جمهورية مصر العربية حوالي 103 ملايين نسمة، وثلثا هذا العدد يعيش على 6% فقط من المساحة الإجمالية للدولة، مما جعل وادي النيل من أعلى الكثافات السكانية في العالم.

لوحة المفاتيح!!

كان الله فى عون كل مسئولي مصر.. فنحن 100 مليون دكتور، وكذلك خبير إستراتيجي، وخبير في الأوبئة، و100 مليون خبير رياضي وخبير في الإدارة.

الإلكتروني والمطبوع؟

مثل ملايين المصريين تابعت ثلاث مسلسلات من دراما رمضان، الاختيار و100 وش والنهاية، حسب ترتيب الحرص على المشاهدة، وبطريقة لا إرادية كنت أبحث عن الريموت لأغير

بعيدا عن الضيق والحزن

النفس البشرية سر كبير من أسرار الخالق العظيم، الحب، الكراهية، الدوافع‪،‬ تفسيرها صعب ولكنها فى النهاية كيمياء، مجموعة من الإنزيمات والبروتينات والأحماض

الأكثر قراءة