يؤمنان بمبادئ تتناقض مع العقل ومع مفهوم الأغلبية المتفق عليه وهو احترام حقوق الإنسان والدفاع عنها، ويصل هذا الإيمان إلى حد التسليم به كعقيدة تتغلب على مفهوم الدين الصحيح عندهما، ومن السمات المشتركة الأخرى التي تجمع بينهما تضخم الذات والأنا.
وحين يتحدثان عن ذاتهما يكون حديثهما بصيغة جمعية وبصفة أبوية، ويطلقان اللعنات على كل من يخالفهما الرأي، ويصدران الحكم عليه بأنه كافر أولا ينتمي إلى جنسه، وينطوي صدرهما على نفس عدائية تتسم بالعصبية لمعتقداتهما، وكل هذه الصفات اللعينة لا تجتمع إلا في شخصين إما الإرهابي أو العنصري.
ومعتقداتهما الكاذبة يتوارثها من خلال طائفتهما التي ينتميان إليها، ويرسخها في عقول أشباه هذا الإرهابي أو العنصري شيوخ طائفتهما أو مفكروها بشكل مستمر، وتجد الطوائف الإرهابية أو العنصرية دائما من يمولها ويدعمها ماديا ولوجستيا، ويدفعهما إلى تصدر المشهد العام ولا يجيدان سوى وسيلة وحيدة في فرض معتقداتهما وهي العنف أو القتل.
ويعتقد العنصري والإرهابي أنه المختار والمتميز والنقي عن سائر الطوائف والأجناس الأخرى، ويظن أن في يديه مفتاح الخلاص لإقامة حياة مستقرة على الأرض يسيطر على مقاليدها رجال طائفته أو جنسه.
ومن هذا المنطلق يستشعران أنهما الوصيان على المجتمع، بل على جميع البشر، ولا يتورعان في استخدام المكائد والمؤامرات ليثبتا للجميع صدق معتقداتهما وأفكارهما، ولا يستثنيان في استخدامها ضد أتباعهما ومؤيديهما، وبرغم سعيهما الحثيث لحشد هؤلاء لدعمهما فلا يمكن أن يمنحا الثقة والأمان لأي منهم، ودائما يساورهما الشك والشعور بالخيانة من المقربين لهما.
وكما ذكرنا سابقا أنهما يتسمان بالأنانية، وبمعنى آخر لا يهدف الإرهابي أو العنصري إلى خدمة المجموع سواء طائفته أو جنسه كافة، إنما هدف كل منهما السعي فقط في توظيفهما لتحقيق طموحاته ولجني مكاسبه ولفرض سطوته.
وتلاحظ أن فكرهما وأراءهما لا تربطهما صلة بالمنهج البحثي ولا يعترفان بالأسلوب الأكاديمي، وي طريقة فكر شيوخهما ومفكريهما نفسها وهذا الفكر العبثي الذي يتم نشره وترويجه عبر وسائل دعائية وإعلامية قوية يشرف عليها إعلاميون مهرة، ومن المخزي تجد من ينجذب إليه.
ومن الحوادث الشهيرة التي تجمع بين الإرهاب والعنصرية الهجوم الإرهابي على المصلين في المسجدين بنيوزيلندا في 15 مارس 2019 وكان منفذ الهجوم يتلقى موجات الكراهية من خطابات التيارات اليمينية المتطرفة وعبر وسائلهم الإعلامية، وبالتبعية استطاعت أن تشكل وعيا لدى مجموعة كبيرة على مستوى العالم تحمل الضغينة والكراهية ضد المسلمين، وهذا ما تمثل عند "برنيتون تارانت" منفذ الهجوم على مسجدي نيوزيلندا، وكان يتلفظ بعبارات تدل على شدة الكراهية للمسلمين، وهذا بخلاف ما عثر عليه من أسلحة متطورة وشديدة الفتك والتدمير، وأثناء التحقيق معه كشف عن معتقداته الدينية المتطرفة، وفي ذات الوقت عن مدى عنصريته، ويؤمن أن الجنس الأبيض هو من يستحق الحياة وليذهب الجميع إلى الجحيم.
وعلى الطرف الآخر المتطرف المسلم يستخدم نفس الأساليب الإرهابية ضد كل من يخالفه في الفكر ويفجر ويقتل ليرفع رايته الزائفة في محاولة لخداع أنصاره أنهم المنتصرون وهم وحدهم من يحق لهم الحكم والسيطرة.
Email:[email protected]