Close ad

عندما نظر لى الياباني بامتعاض.. ومضى!

11-6-2020 | 13:46

نزل قائد السيارة اليابانى الذى كان يسير خلف سيارتي.. ونظر فى وجهي، وعندما تبين له أننى «جاى جين» أى أجنبي، لم ينطق بكلمة وأنسحب بهدوء، ولكننى قرأت من ملامح الامتعاض على وجهه كل الكلمات التى لم ينطق بها.. وهى أن هذا السلوك «الهمجي» من وجهة نظره الذى قمت به لا يمكن أن يقوم به ياباني، وإنما أجنبى لا يعرف قواعد القيادة والسلوك المتحضر فى قيادة السيارات الذى يتبعه اليابانيون.. فماذا فعلت؟!

كان ذلك بعد ثلاثة أشهر من حصولى على رخصة قيادة «يابانية» وشرائى أول سيارة فى اليابان مع بداية عام 1991، حيث كنت أقود السيارة فى طريقى إلى وزارة الخارجية لحضور المؤتمر الصحفى للمتحدث باسم الوزارة، وقبل الإشارة فى حى روبونجى المشهور فى قلب طوكيو، كنت أندفع بسيارتى فى الحارة الوسطى من الطريق المكون من ثلاث حارات، وظنى أن السيارة التى أمامى سوف تعبر الإشارة التى كانت تتحول إلى اللون الأصفر أى الحذر، لكن قائد السيارة التى أمامى فضل أن يتوقف فى الإشارة فى الوقت الذى كانت فيه سيارتى تندفع بسرعة للعبور وراءه، ولما وجدت أننى أقترب من السيارة التى أمامى وربما أصطدم بها! فقد لمحت بطرف عينى الحارة اليمنى وكانت السيارة القادمة بها على مسافة قدرت أنها تكفى لكى أنتقل إليها بسرعة، وما كان منى إلا أن «قفزت» بسيارتى فى الحارة اليمنى لأقف فى الإشارة قبل السيارة المقبلة فى نفس الحارة، وهنا، ومن وجهة نظر يابانية، فقد ارتكبت عدة أخطاء جسيمة، وعرضت نفسى وآخرين للخطر..الخطأ الأول، هو أننى لم أعط إشارة قبل أن أنحرف يمينًا، الثاني: أننى لم أنتظر السيارة القادمة فى نفس الحارة لكى تعطينى نورًا عاليًا، أفهم منه أنه يسمح لى بالانتقال إلى حارته قبل مروره.. وأخيرًا فإنه ينبغى ألا تندفع سيارتك قبل الإشارة حتى لا تعرض نفسك والآخرين للخطر، وما إن وقفت فى الإشارة قبل السيارة القادمة فى الحارة اليمني، حتى نزل سائقها اليابانى وجاء إلى سيارتي.. ورمقنى بنظرة استياء واضحة.. أعتذرت له قائلًا: «سومى ماسيه» إلا أنه لم يرد وتركنى وعاد إلى سيارته، وربما كان يقول فى نفسه أنه لا يجلب الحوادث فى اليابان إلا هؤلاء «الجاى جين» الذين لا يعرفون «الثقافة اليابانية»، وجاءوا من دول متأخرة!!


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
براءة الصين من دم كورونا!

بعد أربعة أسابيع من العمل البحثي، قضاها فريق من 13 من علماء منظمة الصحة العالمية يقودهم العالم الدنماركي بيتر بن مبارك في مدينة ووهان الصينية التي يزعم

الفجوة بين المثقف والسلطة!

هل كان من الممكن أن يلعب الكتاب والصحفيون المثقفون دورًا أكثر أهمية في تقدم مصر الصناعي والاقتصادي خلال فترات الستينيات والسبعينيات من القرن الـ 20، وهي