Close ad

التعايش المر!

28-5-2020 | 17:25

ولأن العالم حتى الآن غير قادر على الوصول إلى علاج لفيروس كورونا، وعليه لا يمكن أن تستمر دول العالم فى الإغلاق، والحل الأمثل أن تعود الحياة إلى طبيعتها تدريجيًا مع إتباع الإجراءات الاحترازية : صحيح أن وضع كورونا لم يتغير: فلا يزال ينتشر ويخادع دون دواء ودون مصل وكل الذى تغير هو انتهاء حالة الصدمة النفسية ودخول البشرية مرحلة التعود النفسى.

ولكن الصحيح أيضا أن العالم ليس أمامه سوى خيارين أحلاهما مر، إما اختيار سيناريو التعايش مع الفيروس وإما المخاطرة بانهيار الاقتصاد، فكان الانحياز عند أغلب دول العالم للخيار الأول، خاصة ان كل الحقائق والمعطيات العلمية ومن واقع قراءة الخبراء والعلماء ومسئولى منظمة الصحة العالمية للوضع الحالى تشير إلى أن خطر الفيروس سيظل باقيا مدة طويلة قد تمتد نحو عامين، وأنه على كل دول العالم أن ترتب نفسها للتعايش مع كورونا لهذه الفترة.

ولذلك بدأ العالم ينظر إلى الفيروس باعتباره أمرا وجب التعايش معه كأى فيروس آخر، حتى القضاء عليه، إما بمناعة الإنسان، أو بعلاج ناجع أو لقاح واقٍ. المهم تحقيق التوازن بن دوران عجلة الحياة الطبيعية وبين استمرار الإجراءات الاحترازية.

ويضاف لذلك أن حكومات العالم تكبدت خسائر اقتصادية هائلة بفعل هذه الأزمة، مما جعل العديد من الدول تعيد الحياة جزئيا إلى النشاط الاقتصادى وعمل المؤسسات الاقتصادية مع الأخذ فى الاعتبار أن الأعداد الكبيرة التى تعافت تكونت لديها أجسام مضادة. ستكون بمنزلة حائط صد لانتشار الفيروس فى المجتمع، وهذا ما يسمونه(مناعة القطيع) وبالطبع استفادت البشرية دروسا ولن تكرر بعض الأخطاء ولن يكون هناك مجال لعودة سلوكيات مثل المصافحة باليد، والأحضان، والتزاحم فى بعض المصالح الحكومية التى تتعامل مع الجماهير، كما سيصبح ارتداء الكمامة ضروريًا فى وسائل المواصلات العامة وبصراحة لم يعد هناك أى مجال للرهان على وعى المواطن وأصبح الرهان الوحيد على قوة القانون.. ولعل العالم لا يعود إلى سابق عهده فى إهمال النظافة وتهميش الصحة والتعليم..ولعل الحكومات تعلم أن الاقتصاد أهم من الخطب والشعارات وان الرأى العام مؤثر ولابد من الإنصات للأصوات العاقلة لأن.. العقل سيحمى العالم من مجاعة قد تعقب كورونا.. ولعله يعرف أن التقرب لله يمكن أن يحدث فى أى مكان. و أن يدرك الأغنياء أن ثرواتهم لن تستمر إلا بالفقراء وهذا هو التعايش الحتمي.
واستعدت مصر لمرحلة التعايش فأجرى البرلمان المصرى تعديلات تشريعية على القانون 137 لسنة 1958، ليتيح لوزيرة الصحة إصدار قرارات بفرض ارتداء الكمامات فى وسائل المواصلات العامة والمراكز التجارية، وفرض عقوبات على من يرفض ذلك، وحددت وزارة الصحة، فى خطتها للتعايش مع فيروس كورونا، 5 جهات لن تعود للعمل حتى انتهاء كورونا، نظرا لوجود خطر كبير من انتشار العدوى بسببها، وهى الأماكن الترفيهية مثل دور السينما والمسارح والقهاوى والكافيهات وجميع الأماكن الترفيهية، والمطاعم، على أن يتم استمرار العمل بتوصيل الطلبات المتبع حاليا كذلك الجامعات والمدارس ورياض الأطفال والحضانات، وصالات التمارين واللياقة البدنية والنوادى الرياضية والاستراحات المغلقة بالأندية، وعدم إقامة الأفراح والجنازات وغيرها من المناسبات التى تتم فى تجمعات. مع إعادة تقييم الوضع الوبائى كل 14 يومًا، واتخاذ قرارات جديدة فى ضوء تلك النتائج. وهذا هو التعايش المر الذى فرضه علينا كورونا.

ببساطة
> أكثر كلمة سلبية الآن هى كلمة إيجابى.
> مجرد أنك متعاف هو يوم عيد.
> رحم الله صالح كامل المليونير الشريف.
>كورونا اعادت الاعتبار للعائلة والصداقة.
>يكفيك عزة وكرامة أن تكلم الله وقتما تشاء.
> من أراد رؤية اهل الجنة ينظر لاسر الشهداء.
> إعلانات رمضان مؤشر على تدنى الابداع.
> محاولات تقسيم ليبيا بروفة لتقسيم الخليج.
> بقاء بعضهم مصيبة أكبر من مصيبة اختيارهم.
> توفير الأدوية للمعزولين منزليا أمن قومي.
> الفرق فى الزمن بين (أبناء البرنس وأبناء ونيس).

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
مصر الغريبة بأسمائها

الزائر لمصر لأول مرة لن يصدق أنه في بلد عربي لغته العربية فمعظم الأسماء للمحال والشوارع والمنتجعات، بل الأشخاص ليس لها علاقة باللغة العربية وباتت القاهرة

مصر تخطت الفترة الانتقالية

جاء حين على مصر كانت شبه دولة عندما تعرضت لهزة عنيفة ومحنة سياسية واقتصادية قاسية، عقب ثورتين تخللتهما موجات إرهابية تصاعدت فى ظل غياب وانهيار لمؤسسات

ثوار ما بعد الثورة

لابد من الاعتراف بأن كل ما في مصر الآن نتيجة مباشرة لأحداث ٢٥ يناير بحلوه ومره، فأي إصلاح هو ثمرة مباشرة لشجاعة ووعي ودماء شرفاء سالت لتحقق حلم الأمة في

الأكثر قراءة