Close ad
28-5-2020 | 17:18

ملايين البشر خضعوا لإجراءات صارمة. مكثوا فى بيوتهم وتحملوا عذابات عدم الذهاب لزيارة أعز أحبابهم ولم يحضروا جنازات من فقدوهم. لكنهم فوجئوا بأن بعض المسئولين، الذين وضعوا الإجراءات، لا يحترمونها. ببساطة، لأنهم يعتقدون أنها لا تنطبق عليهم.

قبل أيام، زار الرئيس ترامب مصنعا للسيارات. وبينما ارتدى مرافقوه الكمامات، رفض هو لأنها تظهره بشكل غير مريح. أما الرئيس البرازيلى بولسونارو، فقد زار إحدى المدن وتحدث مع الجماهير وأكل وشرب، كما يحلو له ضاربا عرض الحائط بالإجراءات فى وقت أصبحت فيه بلاده بؤرة كورونا الساخنة عالميا.

أما دومينيك كامينجز المستشار المفضل لرئيس الوزراء البريطانى، فقد زار والديه قاطعا مئات الكيلومترات غير عابئ بقواعد أسهم بصنعها. ورغم غضب وقرف البريطانيين، رفض الاعتذار، وتمسك به رئيسه. وصل الغضب إلى درجة استقالة وزير، ونشر تغريدة على حساب موظفى الحكومة وصفت الأمر بأنه: «غطرسة وعدوانية.. هل تتخيل أننا مضطرون للعمل مع هؤلاء المخادعين؟». بالطبع تم الحذف والتحقيق لمعرفة المسئول.

لماذا الانفصام بين المسئول والناس؟ وكيف تبرر النخبة ذلك؟ لقد حاول كامينجز تسول شتى المبررات والأعذار، لكن رد الفعل كان كاسحا: مخادع وكاذب وخارق للقانون ولروحه.. مكانه السجن وليس الحكومة. المفارقة أن سيادة المستشار كان الأكثر نقمة على الطبقة السياسية قبل أن ينتمى إليها. إنها السلطة التى تصور للبعض أنهم فوق القانون والناس. إنها الازدواجية التى تنتج قانونين أحدهما للعامة والآخر للصفوة، أو تبرر للمسئول ألا يلتزم كبقية الناس بسبب مكانته وظروفه ودوره.

هل تغير العالم حقا. أليس هذا ما فعله السابقون. أليسوا هم من قصدهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: إنما هلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والذى نفس محمد بيده، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.

القانون ينطبق على الشريف والوضيع، النخبة والعامة. القانون يجب أن يكون «مفيهوش زينب» التى تنتهك حقوق البسطاء والعامة، حسب التعبير الشهير للفنان الراحل فؤاد المهندس فى مسرحية: أنا وهو وهى.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.

الأكثر قراءة