مصائب قوم عند قوم فوائد، فما يحصده فيروس كورونا من أرواح، وما يسجله من دمار اقتصادي، نرى أشخاصًا يحققون أرباحًا طائلة وسط ركام الخراب، وهذا حال كل الأزمات، قفزت ثروات الأثرياء الأمريكيين بنحو 434 مليار دولار، أو ما يعادل 15٪، منذ بداية أزمة وباء كورونا، وذلك وفقًا لتقرير جديد أصدرته جمعية الأمريكيين للإصلاح الضريبي (ATF)
وكان في مقدمة هؤلاء الأثرياء المليارديرات الخمسة الذين شهدوا أكبر تزايد في ثروتهم جيف بيزوس، وبيل جيتس، ومارك زوكربيرج، ووارن بافيت، ولاري إليسون، وبلغت نسبة الزيادة في رؤوس أموالهم 75.5 مليار دولار، وكان نصيب الأسد من نصيب مارك زوكربيرج صاحب شركة فيسبوك وجيف بيزوس صاحب شركة أمازون.
ونشرت جريدة الجارديان البريطانية أن أثرياء في الولايات المتحدة الأمريكية ربحوا تريليونات الدولارات من المساعدات التي قدمتها الحكومة الأمريكية لدعم إقتصاد البلاد، وشركات خارج الولايات المتحدة قفزت أرباحها إلي أرقام فلكية مثل شركة علي بابا في الصين، وحسب البيانات جاءت هذه الأرباح نتيجة تزايد نسبة سلوكيات التسوق حول العالم عبر الإنترنت، وارتفعت نسبة المبيعات في السلع الأساسية بنحو 200%.
ولن تصير الحياة وردية على كل الأمريكيين فهناك ما يقرب من 30 مليون شخص فقدوا وظائفهم، وتقدموا بطلب إعانات من الحكومة، وأصحاب المطاعم الأمريكية يسثغيثون من تراكم الخسائر منذ بداية أزمة كورونا، وترصد الإحصائيات نسبة خسائرهم نحو 225 مليار دولار.
وكان من أكبر المستفيدين من وباء كورونا أصحاب شركات المطهرات والمعقمات حول العالم، وجنوا مبالغ خيالية، ومازالوا يحصدون الأرباح، وفي سنغافورة حققت شركة لتصنيع أجهزة التنفس الصناعي 7 مليارات دولار في الربع الأول من هذا العام.
ومن الأمثلة الأخري الطريفة، حصدت شركات الملاجئ المحصنة في الولايات المتحدة الأمريكية مكاسب هائلة، وهي شركات توفر طرقا غير مسبوقة في تحصين الأماكن ضد أي أخطار مثل الحرب النووية والبيولوجية والإشعاعات ومواجهة الفيروسات، وشهدت مبيعات ما يسمى بملاجئ القيامة ارتفاعًا ملحوظًا.
والأكثر طرافة أن كان من بين الرابحين من وراء فيروس كورونا أعضاء المافيا، وهذا ليس فقط بسبب إطلاق سراح الكثير من أعضائها ومن زعمائها من السجون، إنما استفادوا أيضًا من انشغال السلطات في كارثة كورونا، وقاموا بتوزيع المساعدات الإنسانية على الفقراء في الأحياء من غذاء ودواء وأموال، وهذا سعيًا منهم للتحكم والسيطرة على تلك المناطق.
وتاجرت المافيا في الأقنعة والقفزات الطبية في السوق السوداء، وحذر رئيس شرطة إيطاليا أن المافيا تحولت في ظل وباء كورونا إلى أكبر بنك في إيطاليا، وذلك من خلال استغلال حاجة الشركات المتعثرة للسيولة النقدية، وأخذت تقدم القروض بشروط أقل من البنوك حتى تستطيع التحكم في هذه الشركات في المستقبل.
Email:[email protected]