Close ad

رأي في أزمة كورونا

25-5-2020 | 12:51

أعود للكتابة فى موضوع الساعة المرتبط بأزمة فيروس كورونا وتداعياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة فى التاريخ العالمى الحديث.

كنت- بلا فخر- من أوائل الذين كتبوا فى موضوع كوفيد- 19 فى "بوابة الأهرام" الموقرة، تضامنا مع الصين (3 مقالات أسبوعية متتالية بدءًا من 9 فبراير الماضى) عندما كانت الصين هى الدولة الوحيدة التى تكافح – ببطولة - الوباء على أرضها الشاسعة، فيما ظهرت بقية دول العالم – وقتها - إما غير مبالية أو متفرجة أو شامتة، ولم يكن فى الحسبان أن الدائرة سوف تدور لتشمل الجميع بلا استثناء.

عنوان مقالى اليوم مقتبس – نصا - من عنوان لمجموعة تقارير قيمة أصدرها المركز المصرى للدراسات الاقتصادية (ECES) تحمل إسم "رأي في أزمة"، تتناول تداعيات أزمة فيروس كورونا على مصر، وتحديدا مدى التأثير فى القطاعات الإنتاجية والخدمية الحيوية، وعلى أهم المتغيرات الاقتصادية الكلية.

تأتى مبادرة المركز المصرى للدراسات الاقتصادية - فى الأساس - من منطلق الإيمان بأن المرحلة الحرجة الحالية تتطلب توجيه جهود الدولة لتحقيق هدفين رئيسيين هما: توفير الحياة الكريمة للمواطن المصرى خلال الأزمة وفى مرحلة التعافى، والحفاظ على الاستثمارات القائمة بالفعل، خاصة المحلية، ومساعدتها فى تجاوز الأزمة والاستعداد للانطلاق السريع مع التراجع التدريجى لحدة الأزمة وتعافى الاقتصاد العالمى تدريجيا.

مبادرة المركز المصرى للدراسات الاقتصادية – القيمة - تناولت 14 تقريرا حتى كتابة هذه السطور، عناوينها كالتالى: تحويلات المصريين فى الخارج - الناتج المحلى الإجمالى - قطاع السياحة - إيرادات قناة السويس - منظومة التعليم قبل الجامعى - الصناعة التحويلية مجتمعة - الاقتصاد غير الرسمى - قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات - ملف خدمة الدين الخارجى لمصر - قطاع الصحة - الصناعات التحويلية (تابع) صناعات تكافح للبقاء: الملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية - تجارة تجزئة البقالة - سوق العمل المصرى - وأخيرا الزراعة.

تسلمت كل هذه التقارير، عبر بريدى الإلكترونى، وأقرأها باهتمام، حاليا، وسوف أعرض لخلاصة ما جاء فيها لاحقا، بالذات، ما يتعلق منها بتقييم المجلس للقطاعات الإنتاجية والحيوية وأهم المتغيرات الكلية المصرية.

 

كما سأعرض – لاحقا - لتجارب ناجحة فى مواجهة الأزمة بـ 4 دول أجنبية هى: الصين وفيتنام وكوبا واليابان، لتعميم الفائدة، ولكى يتعرف القارئ على ما تمتلكه مصر من خبرات وقدرات بحثية وعلمية رفيعة، تعمل وتجتهد فى صمت، مثل المركز المصرى للدراسات الاقتصادية وغيره، لعل رسالتهم تصل لمن بيدهم الأمر.

بداية، أتوقف لنقل آراء مهمة يمكن الاستفادة منها وتوظيفها فى أزمة كورونا لشخصيات عالمية وردت – متتالية - فى بداية كل تقرير من الـ 14 للمركز المصرى:

• ميلتون فريدمان: "فقط الأزمات - سواء الفعلية أو المتوقعة - هى التى تؤدى إلى حدوث تغيير حقيقى، فعندما تحدث أزمة ما، تعتمد الإجراءات التى يتم اتخاذها على الأفكار المتناثرة حولها، وهذا، أعتقد، هو مهمتنا الأساسية: وضع بدائل للسياسات القائمة، والحفاظ على فعاليتها وإتاحتها إلى حين يصبح المستحيل حتمية سياسية".

• جون ف. كيندى: (تتكون كلمة "أزمة" في اللغة الصينية من حرفين، أحدهما يعنى خطر والآخر يعنى فرصة).

 

• وينستون تشرشل: "يرى المتشائم الصعوبة فى كل فرصة، أما المتفائل فيرى الفرصة فى كل صعوبة".

• بنجامين فرانكلين: "لسوف أنسى ما أخبرتنى، أتذكر ما علمتنى، وأتعلم طالما أشركتنى".

• ديزموند توتو: "إن وقت الأزمات ليس فقط للشعور بالتوتر والقلق، وإنما هو فرصة للاختيار سواء اختيار جيد أو سيئ".

• روبين نيبليت: "جائحة فيروس كورونا قد تكون القشة التى قسمت ظهر بعير العولمة الاقتصادية".

• ستيفان م. والت- أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد: "إن جائحة فيروس كورونا سوف تعمل على تعزيز دور الدولة وفكرة القومية؛ فكل الحكومات بكافة أنواعها سوف تتبنى تدابير طارئة لإدارة الأزمة، والكثير منها سوف يتردد فى التخلى عن هذه السلطات الجديدة بعد انتهائها".

• لو شوانينج- مدير بحوكمة الفضاء الإلكترونى العالمية بشنغهاى: "برزت التقنيات الجديدة فى المعركة ضد كوفيد-19 بمساهماتها الضخمة وذلك على نحو خلاق، غير متوقع، وباستجابة رائعة".

• هنرى كيسنجر- وزير الخارجية السابق للولايات المتحدة: "لا توجد دولة، ولا حتى الولايات المتحدة، يمكنها بجهدها الوطنى فقط أن تتغلب على الفيروس، فتلبية ضروريات اللحظة يجب أن تقترن فى المطلق برؤية وبرنامج للتعاون العالمى، ولو لم نستطع أن نفعل ذلك سوف نواجه الجانب الأسوأ لكلاهما".

• جون جابور- ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر: "إن وباء كوفيد-19 فى مصر لا يستهان به، ولكنه لا يزال تحت السيطرة ولدينا عدة اختيارات لكيفية التعامل مع الوضع".

• شانون كـ. أونيل- كبيرة زملاء نيلسون وديفيد روكفلر لدراسات أمريكا اللاتينية فى مجلس العلاقات الخارجية: "إن كوفيد- 19 يقوم بتقويض المبادئ الأساسية للتصنيع العالمي، وتقوم الشركات الآن بمراجعة – وتقليص - سلاسل التوريد متعددة الخطوات وتعدد البلدان التى تهيمن على الإنتاج حاليا".

• ف رانك فالتر شتاينماير: "إن تفشى كورونا ليس حربا، وإن الدول والجنود لا يواجهون بعضهم، بل على العكس، هذا اختبار لإنسانيتنا، ويؤدى إلى ظهور الجانب الأفضل والأسوأ عند الفرد، دعونا نظهر أفضل ما لدينا".

• هنرى كيسنجر: "تتماسك الأمم وتزدهر عندما يمكن أن تتنبأ مؤسساتها بالكارثة، وتوقف تأثيرها وتستعيد الاستقرار، وعندما تنتهى جائحة كوفيد-19 سيتم النظر إلى مؤسسات العديد من البلدان على أنها قد فشلت، لا يهم ما إذا كان هذا الحكم عادلا بشكل موضوعى، الحقيقة هى أن العالم لن يكون كما كان بعد فيروس كورونا، إن الجدال الآن حول الماضى يجعل من الصعب القيام بما يجب القيام به".

• سيريل رامافوزا- رئيس جنوب إفريقيا: "هذا الوباء سوف ينتهى ويمضى، ولكن الأمر يرجع إلينا فى تحديد إلى متى سيستمر، ومدى الأضرار التى سيتسبب فيها والمدة التى سوف يستغرقها الاقتصاد والدولة لتحقيق التعافى، صحيح أننا نواجه حالة طارئة خطرة، ولكن إذا تعاونا معا وتصرفنا على الفور وبحزم فسوف نتغلب عليها".

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: