المصري اليوم تواصل بث السم في العسل.. ود.عمرو الشوبكي يكتب اليوم عامودًا بعنوان مواجهة الإرهاب.. ودعوني أقترح عليه أن يسميه "تبرير الإرهاب".. نظرًا للاعتبارات التالية:
يبدأ المقال باستنتاج قاطع بأنها جماعات لا علاقة لها بالدين، ولن يفرق معها تجديد الخطاب الديني.
هكذا يا د.عمرو ترغب أن نحتفظ بنصوص فقه المعاملات.. والتي يتم على أساسها التجنيد والسيطرة على العقل بكل قسوة وتطرف وترغيب في الحور.. ألا تشاهد مثلنا "الاختيار" أم أن هذا من المحرمات التي لا تقربها؟!
ولو كنت تشاهد ألم تصلك أي رسالة.. أم لم تتمكن من فهم أيٍ مما تشاهده.. ألم تشاهد كيف يتم استهداف وسحب العناصر التي لديها ميول بخطاب ديني مزيف ملتو لا يحمل سماحة ولا وسطية الإسلام.. أم ترغب أن يستمروا في التجنيد معتمدين على هذه النصوص وأن ينظروا إلينا باعتبارنا طواغيت.. وطبعًا حيث إن حضرتك تنظر إلينا في أحاديثك السرية وتلمح بها علنًا على استحياء باعتبار أن أصلنا كلنا جيش وشرطة.. فيسرني أن أعترف لسيادتك - وزملاء كثيرين - نعم كلنا جيش وشرطة.. هكذا خلقنا رب العباد.. وهذا بناؤنا الفكري.. أمر يمكن أن تعرفه عني والشعب المصري بفضيلة النقاش العام.. وسنجدد الخطاب الديني لكي نوقف أسس التجنيد الفكري المتطرف للعناصر التي لديها ميول؛ بحيث تتحول إلى عناصر تكفيرية تتبنى أفكارًا جهادية مزيفة.
من قال لك يا د.شوبكي إننا نريد إخلاء سيناء.. عيب أن نردد هذا الكلام.. لا هي خطتنا ولا طريقنا.. يا دكتور إذا أقدمنا على ذلك منذ زمن.. لكنّا خلصنا وحسمنا الأمر في أسبوع.. هكذا من المؤكد أن حضرتك لا تشاهد مسلسل "الاختيار".. لو شاهدته ستعرف أننا في دولة بتراعي طبيعة تركيبة مجتمعها وسكانها في كل شبر في أرضها..
وبعدين حضرتك "بتقول" على مشروعات الدولة القومية والعملاقة إنها "زي الدولة ما بتتحدث في شوية أنفاق".. يا د. عمرو بطلوا تشكيك في جدية الدولة في مشروعات التنمية.. وخصوصًا في سيناء.. المخطط لها في مشروعات التنمية ما يقرب من ٦٠٠ مليار جنيه ويزيد.. ماذا بك يا دكتور ألا ترى غير أنفاق وبس؟!.. للأسف بصرك محدود لأن بصيرتك مغلقة.. يا دكتور هناك مشروعات تنمية في كل حبة تراب في سيناء.. ومناطق اقتصادية وتجمعات صناعية وزراعية ومشروعات تعدينية ومدن جديدة بالكامل ومشروعات إسكان تتوافق مع البيئة السكانية ومشروعات اجتماعية تشمل التعليم والصحة وتطهير وتطوير بحيرة البردويل وأكبر ربط شبكي لمجموعة من أحدث الطرق بمواصفات عالمية.. يا دكتور سل زملاءك قبل أن تكتب.. سيقولون لك ماذا يحدث في سيناء.
السرديات المجتمعية المنمقة التي تروجونها كمبررات للإرهاب لكي تثبتوا صحة وجهة نظركم هي جزء من كل.. وكل هذا الأساس فيه السردية الدينية العقائدية المتطرفة.. إنما تأتي لتقول لنا أن ما يحدث في سيناء هو نتيجة ثأر أو ظروف اجتماعية واقتصادية ضاغطة.. هكذا حضرتك تردد سردية مسعد أبوفجر.. وهكذا نكون عرفنا كيف يفكر مسعد؟.. وتكون حضرتك بتشجع أي أحد ينضغط أنه يشيل السلاح في وجه الدولة وقوات إنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب.. يعني حضرتك لا تبرر العمليات إللي بتحصل علشان يا عيني العيال عندها تار ومش لاقية تاكل ولا تتعلم ولا قادرة تعبر عن رأيها.. لأ وكمان بتشجع أي حد يمر بالظروف دي إنه يتحول إلى إرهابي ويحمل السلاح في وجهنا.. والله كل العيب.
وتلف وتدور وتعود مرة أخرى لكي تقول إن الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هي اللي بتدفع للتطرف.. يا دكتور عيب جدًا أن نستمر على نفس السردية.. عيب قوي متى تتوقف هذه النغمة.. ما هذا؟.. هو حتى متى ستظلون تنشرون كلامًا تستخدمه المنظمات (هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية) ووكالات الأنباء زي (رويترز وغيرها).. ما كفاية تقعير وتنظير يبرر للإرهاب.. نظر زي ما إنت عايز بس لازم تفهم كلنا "منسي" عقيدتنا النصر أو الشهادة.. وبالمناسبة هنفضل ننمي الوعي ونرفع الروح المعنوية للشعب ولأبطالنا باستخدام كل أدوات القوة الناعمة الغاشمة.
ونصل إلى الخلاصة.. والتي لديك إصرار واضح أنك تقول لنا إن اللي بيشيلوا السلاح عشان ظروفهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية يقدروا بعشرات الآلاف.. وأن اللي بيشيلوه علشان التطرف الفكري والديني يقدروا بالمئات.. يعني بالمفتشر كده (عذرًا لجأت للعامية).. حضرتك عايز تقول الدولة فاشلة في مشروعات التنمية على كافة الأصعدة.. وأن هذا سيجعل عشرات الآلاف عناصر جاهزة للإرهاب وحمل السلاح والخروج عليها.. والذي يا عيني ويا حرام التكفيريين اللي بيمارسوه فعلا حضرتك تقدرهم بمئات.. يا دكتور أين حمرة الخجل.. عيب كده والله.. قفوا في ظهر بلدكم.. وانصروا رجالها.. وراجعوا الأرقام الحقيقية للتنمية.. وقولوا للناس الحقيقة.. وبطلوا تزييف وتقعير وتحوير لتمرير أفكاركم السامة.. اللي هي أساس بلوتنا ومصيبتنا في النقاش العام معكم.. عيب دم ولادنا لسة لم يجف.. وبالمناسبة عندنا ملايين منسي ومبروك وأبوشقرة ومغربي ومصطفى وأحمد وحوفي ورامي وأبانوب وجرجس ومينا وكيرلس.. كتير قوي.. أصل احنا ما بنخلصش.. وشكرًا على فضيلة النقاش العام.