عندما بدأت عملى فى اليابان مراسلا للأهرام فى العاصمة طوكيو منذ نحو 30 عاما، كانت الفتاة الجميلة المثقفة الذكية يوريكو كويكى تتألق كل ليلة على شاشة القناة العاشرة تى فى اساهى كمقدمة النشرة الرئيسية للقناة فى الساعة العاشرة من مساء كل يوم . وفى اول لقاء لى مع «مستر» كيتامورا الذى كان يشغل منصب مدير مركز الصحافة الأجنبية ، التابع لوزارة الخارجية اليابانية بعد اقل من اسبوع من وصولى طوكيو، سألني: هل تعرف الآنسة كويكى ؟ قلت لا ، وسألت بدهشة بادية على وجهى : ومن هى تلك الآنسة كويكي؟! قال انها أشهر مقدمة برامج سياسية فى اليابان وهى خريجة جامعة القاهرة وتتحدث اللغة العربية مثلك! هل تريد ان تقابلها ؟ اجبت بالإيجاب على الفور ، ثم رفع سماعة التليفون وأخذ يتحدث باليابانية قليلا ثم ذكر اسم «الأهرام» ففهمت انه يتحدث عنى وإعطانى السماعة وقال انها الآنسة كويكى ، تستطيع ان تتحدث معها باللغة العربية ، وقالت أهلا .. انت من الأهرام .. لابد أن أراك .. واتفقنا على اللقاء، ثم قابلتها بعد ذلك مرات فى دار السفارة المصرية حيث كان السفير المرحوم وهيب المنياوى حريصا على دعوتها دائما.
وعندما اسست مع موروهيرو هوسوكاوا حزب اليابان الجديد نيهون شينتو ــ فى عام 1992 اجريت مع هوسوكاوا رئيس الحزب وكويكى نائب الرئيس حوارا مطولا تم نشره على نصف صفحة بالأهرام حينها ، وبعد عدة اشهر فقط من الحوار انهارت حكومة كيتشى ميزاوا وتولى هوسوكاوا رئاسة الوزراء وأخذ نجم تلك الشابة الذكية يلمع بسرعة البرق ثم أصبحت عضوا فى مجلس المستشارين او الشورى وبعدها فازت بعضوية مجلس النواب ، ثم شقت طريقها فى عالم السياسة الصعب على المرأة الذى يسيطر عليه الرجال فى اليابان، حيث تولت وزارة البيئة ثم كانت أول سيدة تتولى منصب وزير الدفاع ، ثم مستشارا لرئيس الوزراء للأمن القومي، وفى عام 2016 حققت فوزا غير مسبوق ورسخت شعبيتها عندما كانت أول امرأة تفوز بمنصب محافظ أو حاكم العاصمة طوكيو، ويتوقع كثيرون انها ستكون رئيسة الوزراء بعد شينزو ابى رئيس الوزراء الحالي، لتكون اول امراة تتولى هذا المنصب فى اليابان.
وربما كان غريبا ومدهشا لشابة يابانية لم تتجاوز بعد سن الـ 18 عاما، نشأت ودرست فى منطقة «اشيا» الواقعة على خليج اوساكا، ان تقرر المجيء الى مصر وان تدرس اللغة العربية ! الإجابة الخميس المقبل إن شاء الله.
نقلا عن صحيفة الأهرام