Close ad
28-4-2020 | 15:13

حديث المليارات والملايين فيها أصبح عاديا. يبدو أفرادها وكأنهم لا ينتمون إلى بقية سكان الأرض. الشهرة والثراء عنوانهم. بلغت قيمتها 471 مليار دولار عام 2018. توقع الخبراء أن تحقق أعلى نسبة نمو بالمقارنة بأية صناعة أخرى خلال السنوات المقبلة.

نبدو كمشاهدين لا شيء فى صناعة الرياضة العملاقة. أرقام ضمن مليارات يتابعون الأنشطة الرياضية، مع أنها بدون الأموال التى ندفعها لحضور المباريات أو مشاهدتها تليفزيونيا، لن تقوم لها قائمة.

وعلى عكس الفنان الراحل محمد عبدالوهاب بأغنيته الشهيرة (كلنا نحب القمر) التى ينعى فيها حظه قائلا: كلنا نحب القمر والقمر بيحب مين.. حظنا منه النظر والنظر راح يرضى مين، كنا نرضى بالمشاهدة. نغادر عالمنا الأرضى ومشاكلنا اليومية كى تكتحل أعيننا بمن يحلقون فى سماء الإبداع والمهارات الاستثنائية.

عبر الريموت كنترول، نشعر بأننا نجلس باستادات لندن ومدريد وروما وبرلين متابعين ومنبهرين. ثم جاء محمد صلاح ليغير قواعد التشجيع والمشاهدة والمتعة عندنا. أصبحنا على موعد مع الفرحة والفخر من خلال مباريات ليفربول، والمتابعة التى لا تتوقف لتحركاته وهمساته. أدركت الصحف أنه مادة صحفية تبيع. أخباره عنصر أساسى بالصفحات الأولي، كما لم يحدث لنجم رياضى مصرى من قبل. اهتمامنا به كان مبالغا فيه أحيانا وربما ظالما له، لكنه امتنان لشاب أعطانا ثقة بأنفسنا، وأننا يمكن أن نحلم بمكان بين الأساطير. أيقظ فينا روحا وطنية لم نعهدها منذ سنوات.

ثم جاء كورونا، فأصاب الرياضة كلها فى مقتل. توقفت المباريات وأغلقت الأندية أبوابها، تضاءل الاهتمام بالرياضة، وقلصت الصحف مساحات التغطية لدرجة أن نيويورك تايمز ألغت طبع ملحقها الرياضي. الخسائر باهظة والصناعة نفسها تعيش أصعب أيامها.

لكن خسارتنا كمشاهدين لا ناقة لهم ولا جمل فى المليارات التى تجيء أو تذهب، أكبر وأصعب. توقفت متعتنا شبه الوحيدة. أصبح جدول مباريات ليفربول الذى نحفظه، من الماضي. لم يعد صلاح يملأ حياتنا. إنه حالة نفسية مبهجة، ويجب أن يظل كذلك. وكما يقول نزار قباني.. الحب فى الأرض بعض من تخيلنا لولم نجده عليها لاخترعناه.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.

الأكثر قراءة