كان عمر بن الخطاب فى طريقه للشام وقبل أن يصل إليها التقى قادة جيوش المسلمين هناك وعلى رأسهم أبو عبيدة بن الجراح وأخبروه بأن الوباءَ قد وقَع بالشام. دعا ابن الخطاب المهاجرين والأنصار ليشاورهم بشأن استكمال الرحلة رغم وجود الوباء أو العودة فاختلفوا وقال بعضهم (قد خرجتَ لأمر ولا نرى أن تَرجع عنه) ورأى آخرون أنه لا يجب أن يعرض من معه وفيهم أصحاب رسول الله لهذا الخطر. مال أمير المؤمنين لرأى عدم الدخول والعودة من حيث أتى فجاءه ابن الجراح متسائلا (أفرار من قَدَر الله) فقال عمر: نعم، نَفِر من قَدَر الله إلى قدر الله، وأيد عبد الرحمن بن عوف موقف ابن الخطاب مؤكدا أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((إذا سمعتُم به (الوباء) بأرض، فلا تَقدَموا عليه، وإذا وقَع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارًا منه) فقال أمير المؤمنين الحمد لله ثم انصرفوا.
هذه القصة هى أبلغ رد على كثير من (المتدينين) ممن يرون أن التزام الحذر وعدم الاختلاط واستخدام وسائل الوقاية لمواجهة وباء كورونا حاليا لا لزوم لها لأن قدر الله واقع وسيصيب به من يشاء. نؤمن دون شك أن لله جنود السموات والأرض ومنها الرياح والمطر والأوبئة والحشرات ولكن ليس كل ريح أو مطر أو هجوم للجراد عقابا من الله، وبالتالى علينا أن نتعامل معها بالعقل والحكمة ونأخذ بالأسباب ثم نقبل بعد ذلك بقضاء الله وقدره. نعم وكما قال عمر علينا أن نفر من قدر الله إلى قدر الله.