ما زالت معاناة الناس مع "كورونا" مستمرة، لا توجد أسرة مصرية أو عربية إلا وذاقت ألم هذا الفيروس؛ إما فقدًا أو فرقة أو تشتتًا أو تعطيل حال وزيادة نسبة البطالة، وخاصة العمالة اليومية، ولن نطيل في الحديث عن مآسي هذا الوباء وبعيدًا عن السبب فيه، هل هو عقاب سماوي لما تفشى بين الناس من أمراض أخلاقية وموبقات اجتماعية بما كسبت أيدي الناس، أو كان نتيجة مؤامرة عالمية؟ وردت إلى بريدي هذا الأسبوع عدة رسائل تتعلق بـ"كورونا":
الرسالة الأولى من صديقي الصحفي الكبير "محمد طعيمة" يعبر خلالها عن حزنه لمن ماتوا ويموتون في ظل أزمة "كورونا"، وأنهم ظلموا في هذا الرحيل، الذي جاء بلا وداع كانوا يستحقونه، يقول: "قاتل الله هذا الفيروس اللعين، الذي أصاب الناس بالأذى والألم أحياءً وأمواتًا، فقد رحل في أيامه أناس كانوا ملء السمع والبصر، أضاءوا حياتنا فرحًا وبهجة وأسعدونا خلال مراحل عمرهم المختلفة، ومنهم اللواء الشاعر صلاح فايز، الذي كان فارسًا في ميدان الحرب والشعر الذي خدم في القوات المسلحة كضابط لمدة 32 عامًا حتى وصل إلى رتبة لواء وشارك في حروب مصر المختلفة من العدوان الثلاثي 56 وفي حرب اليمن وعدوان يونيو67 وانتصار أكتوبر73، كان من أرباب السيف والقلم وحارب الجهل ونشر الحب والجمال من خلال أغانيه التي لا ينافسه فيها أحد صاحب أفضل أغان صباحية في تاريخ الغناء المصري.
الشاعر صلاح فايز «الجنرال».. الذي عاش حياته ما بين أرض المعركة والأوراق، حقق النصر على الجبهة، وأصبح شريكًا في «أيام التحرير»، واصطحب نصره معه إلى الإستديوهات، ليصنع تاريخًا فنيًا يليق بموهبته، ويضع اسمه في صدارة أصحاب الكلمات «الذهبية» والأغنيات الخالدة.
ويعتبر من أبرز شعراء زمن الفن الجميل، حيث كتب العديد من الأغاني لكبار المطربين أمثال محمد فوزي وهدى سلطان وشادية ومحرم فؤاد وسعاد محمد ومحمد رشدي وصباح وهاني شاكر وسميرة سعيد وعمر فتحي وأصالة وأنغام وغيرهم.
فهو بحق «حريف الأغنية الطربية»، ومن أبرز أغانيه "بعد بيتنا ببيت كمان" لمحمد فوزي، و"غدارين" لمحرم فؤاد، "وحشتني" لسعاد محمد، "كده برضو يا قمر" لهاني شاكر، "الحب الحقيقي" لشادية، "في الركن البعيد الهادي" لأنغام، و"انتهينا من العتاب" لأصالة ، وغيرهم. وقد ارتبطت كلمات صلاح فايز بألحان الموسيقار الكبير خالد الأمير، الذي كان أيضًا ضابطًا بالقوات المسلحة، وبرغم أنه كان دائم التعامل مع الشعراء والفنانين مطربين وملحنين، إلا أنه كان من أكثر الضباط التزامًا وانضباطًا وفى نفس الوقت رقة وشياكة، وقد تعاملت معه خلال خدمتي بالقوات المسلحة، وللأسف رحل ولم يحظ بالاهتمام الذي كان يستحقه من وسائل الإعلام.
** رحم الله الشاعر اللواء صلاح فايز وكل من مات في أيام "الكورونا"
الرسالة الثانية موجهة إلى الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة: نشكر جهود جيش مصر الأبيض في مواجهة وباء "كورونا"؛ ولكن نريد منك نظرة إلى المستشفيات العامة، وضرورة توفير كافة احتياجاتها الطبية، وأن تكون هذه الأزمة فرصة لتطويرها، وأن تكون بحق مستشفيات تليق بحاضر مصر وتوفر الخدمة الطبية الراقية والمتكاملة لكل المصريين.
الرسالة الثالثة إلى كل المصريين مسلمين ومسيحيين: كل عام وأنتم جميعا بخير بمناسبة أعياد الفصح وعيد القيامة المجيد وغيرها من أعياد أشقائنا المسيحيين، وبمناسبة هلال رمضان شهر البر والقرآن على كل المسلمين، لهم جميعًا أقول "أزمة وهتعدي".
وتعالوا جميعًا نحوّل زمن الأزمة إلى زمن بركة ونعمة، معزّزين أواصر اللّحمة العائليّة وعلاقات الأخوّة والصّداقة والمحبّة فيما بيننا... فلنصلِ معًا لرفع البلاء والكرب، ولتعود لأعيادنا الفرحة ولعموم البشر السلام.. ولنكن دائما متفائلين بالغد.
[email protected]