ينجح العالم فى إبطاء إزهاق كورونا للأرواح بمنطقة ما، فإذا بالفيروس يقفز لأخرى فى لعبة مميتة غير متكافئة. لم يعد هناك جديد فيها سوى تصاعد لحظى لأعداد الضحايا والمصابين.
تجارب البشر الشخصية للنجاة، هى شعاع الأمل الجديد. كيف عانوا وقاوموا وانتصروا. مئات الآلاف عاشوا التجربة المريرة. بعضهم مروا للعالم الآخر، والبعض الآخر أنقذته العناية الإلهية. كل واحد منهم لديه قصة تستحق أن يرويها، لكن أقل القليل منهم لديه فرصة لنشرها على الملأ.
دخلت المستشفى مصابا. أعراض مشابهة للإنفلونزا.. حمى قشعريرة لكن الشكوى الأساسية ضيق التنفس. هكذا كتب ديفيد لات مسئول موقع فوق القانون الإلكترونى الأمريكي. استقرت حالتى أياما قليلة ثم تدهورت. أحتاج بشدة للتنفس الصناعي. حذرنى والدى من الجهاز لأن من يستخدمونه لا يعودون أبدا. لم يكن أمامى خيار. أصبح رئتىًّ طيلة 6 أيام. لا أتذكر شيئا رغم أنه كان لآخرين كابوسا مرعبا. الحمد لله، اجتزت المحنة. ممتن جدا للجهاز، وأدعو لتوفيره لكل المحتاجين. حياتى لم تعد كما هي. أعانى من مشاكل بدنية وعقلية وعاطفية. هذه ليست شكوي، لكنها توصيف لحالتي. يختم لات قصته.
أحسست أن شيئا طفيليا غزا جسدى ويستنزف قواي. أشعر بأن عروقى مملوءة بسائل لزج. يتذكر الصحفى البريطانى توبى يانج تجربته. اعتقدت زوجتى أننى أخادع لتجنب الأعمال المنزلية، التى زادت بسبب المكوث بالبيت ورعاية الأطفال الأربعة. ارتفعت حرارتى مع قشعريرة وصداع وأنف مسدود دون سعال جاف. تراجعت حاسة الشم دون أن أفقدها لكن شهيتى تلاشت. قدرتى على العمل قلت وعدد ساعات نومى زادت. لم أعد أستيقظ مبكرا كعادتي. أدركت أننى دخلت بوابة عالم المرضي. لحسن حظي، لم يتطور المرض لالتهاب رئوي، وهو المرحلة الثانية التى لابد معها من دخول المستشفي. أتحسن تدريجيا. عدت لأداء واجباتى المنزلية واللعب عن بعد مع أطفالى.
كثيرون لمحوا حافة الجرف. تصوروا أنها النهاية، لكنهم لم يسقطوا فيه. أعطاهم الله فرصة العودة للحياة. لابد أن الأمر مرعب لمن لايزالون هناك.
نتمنى للجميع السلامة والشفاء.