لم يحقق مصري ولا عربي ما حققه الدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد في مجال الإدارة الرياضية على مستوى العالم من إنجاز؛ فهو رئيس الاتحاد الدولي لخمس دورات متتالية بالانتخاب الحر المباشر، ولو تقدم الدكتور مصطفى لدورات أخرى قادمة لفاز بسهولة ودون أدني عناء، بعد نجاحاته المدوية وآخرها الوصول بشعبية اللعبة بجدارة واستحقاق لمنافسة كرة السلة على المركز الثاني على مستوى العالم من حيث الشعبية بعد الساحرة المستديرة كرة القدم في العديد من البلدان وقارات العالم (٢٠٧ دول على مستوي العالم تمارس اللعبة(.
الدكتور مصطفى رجل عرف قدر بلده - مصر - قبل أن يعرف قدر نفسه، تعامل مع الأوربيين سكان - القارة العجوز - ومهد اللعبة بسلاح الثقة والعلم والعمل والأهم كالند الدائم، فاحترموه وعرفوا قدره وعن انضباط الدكتور حسن مصطفى فحدث ولا حرج!
رأيت الدول الكبرى كيف تعاملت مع الدكتور مصطفى معاملة الرؤساء عند زيارته لها في البطولات والدورات الأولمبية وفي غيرها، ومع هذا تحضرني دائمًا مقولته الشهيرة بأنه لا يستحي أن يرتدي بدلة عامل نظافة في بلده مصر إذا طلب منه، حتى يزيل التراب عنها، ويزيل الأذية عن ربوعها.
ولعل ما فعله الدكتور مصطفى مؤخرًا عندما استقل سيارة نصف نقل من مدينة السادس من أكتوبر - مقر إقامته - إلى مقر الاتحاد الدولي بمدينة نصر؛ من أجل الوصول قبل الاجتماع مع الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بوقت كاف؛ وهو الاجتماع الذي كان ينتظره العالم بأثره؛ من أجل تحديد الموعد الجديد لأولمبياد طوكيو ٢٠٢١، برغم أن الاجتماع كان عن طريق الفيديو كونفرانس، لكن هذا هو الدكتور حسن مصطفى مثال حي للتواضع، كما أنه لا يعرف غير الانضباط سبيلًا.
عندما تعذر الوصول إلى سيارته لانقطاع التيار الكهربائي، بمقر إقامته بالسادس من أكتوبر، لم يستسهل أو يفكر في إقامة الاجتماع بمنزله مثلا، لا الاجتماع عند الدكتور مصطفى لا يجوز إلا في مقر الاتحاد الدولي، ولا يمكن أن يتم إلا بالزي الرسمي؛ لذا لم يتورع عن استقلال سيارة نصف نقل في سبيل الوصول قبل الموعد المحدد، هذه الواقعة هي جزء من شخصية الدكتور مصطفى الذي يعشق التواضع والعمل والانضباط واحترام التوقيت والمواعيد، ومن ثم احترام الآخر؛ لذا احترمه العالم بأثره ووضعه في مكانة لم يصلها مصري ولا عربي من قبل في المجال الرياضي.
وأخيرًا لا ينسى الرأي العام المصري موقفين للدكتور مصطفى مساندًا لبلده بقوة وشجاعة، الأول عندما كادت أن تصل الرياضة المصرية إلى طريق الإيقاف الدولي؛ بسبب بعض مواد قانون الرياضة السابق - الذي عفا عليه الزمن - المخالفة للميثاق الأوليمبي، والتي تسببت في تلقي اللجنة الأولمبية الدولية العديد من الشكاوى من ظلم وجور مواد القانون، وتدخل الدكتور مصطفى لحماية بلاده من الإيقاف الأوليمبي المتوقع أسوة بالرياضة الكويتية، وحصل لبلاده على الوقت الكافي للتغيير حتى انتخب البرلمان، وأصدر القانون الجديد بمباركة اللجنة الأولمبية الدولية، وتخطى ببلاده الفترة العصيبة دون المساس الدولي بها معتمدًا على ثقة المؤسسات الدولية به وعلى رأسها اللجنة الأولمبية الدولية.
والثاني عندما أسند لمصر تنظيم بطولة العالم ٢٠٢١ لكرة اليد بمفردها برغم أن الاتجاه الدولي السائد الآن هو التنظيم الجماعي لأكثر من دولة، وهو ما سيحدث في البطولات التي تسبق أو تلي بطولة مصر ٢٠٢١.
ولكن الدكتور حسن مصطفى تكريمًا لمصر القوية في عهد الرئيس السيسي رفض التنظيم الجماعي وأسند لمصر بمفردها التنظيم، فأعاد إلى العالم صورة ومكانة مصر القوية بسواعد أبنائها المخلصين.