Close ad
8-4-2020 | 15:08

بعيدا عن الاستقطابات السياسية والفكرية والعقائدية، فإن يوفال نوح هيريرا هو واحد من أهم كُتاب العالم قاطبة على الرغم من الحساسية التى ينظر بها بعض العرب إليه بسبب كونه إسرائيليا، على أى حال فقد كتب هيريرا مقالا شديد التميز فى (الفورين بوليسي) بعنوان (العالم بعد فيروس كورونا) يقول فى مقدمته: (تواجه البشرية فى الوقت الراهن أزمة عالمية ربما هى الأكبر بالنسبة لجيلنا، إن القرارات التى سيتخذها السكان والحكومات فى الأسابيع المقبلة ستشكل العالم فى مقبل السنوات، ولن يقتصر ذلك على أنظمتنا الصحية فحسب؛ وإنما يشمل أيضا اقتصادنا وسياستنا وثقافتنا.. يجب علينا أن نتصرف بسرعة وبطريقة حاسمة، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار العواقب طويلة الأمد لأعمالنا، وعند الاختيار بين البدائل يجب أن نسأل أنفسنا ليس فقط عن كيفية التغلب على التهديد المباشر، وإنما أيضا عن نوع العالم الذى سنعيشه بعد مرور العاصفة، نعم ستمر العاصفة، وستبقى البشرية، وسيبقى معظمنا على قيد الحياة؛ ولكننا سنعيش فى عالم مختلف)..

ويستعرض هيريرا عددًا من العناصر التى اضطرت البشرية إليها خلال أزمة مواجهة تفشى فيروس كورونا، وهى التى جعلت من عالمنا حقل تجارب ومن سكانه فئران تجارب؛ بحيث صارت التكنولوجيا غير المكتملة قيد الاستخدام أو الاستعمال المباشر حاليًا، لأن مخاطر عدم القيام بأى شيء تكون أكبر، ومما استعرضه هيريرا فكرة عمل الموظفين وتعلم التلاميذ عن بُعد عبر أجهزة التواصل فى المنازل، وعشرات من العناصر الأخرى تناولها هيريرا فى محاولته استكشاف عالم ما بعد كورونا، وهو فى تقديرى التناول الأرقى والأكثر فائدة للكتابة عن كورونا؛ بدلا من كتابات الهلع والتخويف ونشر المعلومات المغلوطة، وإعطاء النصائح من غير ذوى الاختصاص.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بلا ضمير وبلا وعي

علي الرغم من أن نظريات الإعلام والحرب النفسية والدعاية السوداء اختلفت كثيرا منذ أيام الحرب العالمية الثانية وحتي اليوم فإن بعض نصوصها (وبالذات التي لا

الابتعاد الاجتماعي

على الرغم من كل ما تعلنه إدارة الرئيس الجمهورى الأمريكى دونالد ترامب تباعا عن أزمة تفشى فيروس كورونا، وأنها أجرت مليونى اختبار على مواطنيها، وعلى تسعة

وقفات التصفيق

من أكثر المشاهد نبلا وجمالا فى تجليات مواجهة أزمة الحرب ضد فيروس كوفيد ـ 19 (كورونا) مظهر التحية التى اخترعها مواطنون حول الكوكب لتحية الأطقم الطبية والأطباء

موهبة ثقل الظل

لا يشغلنا الاجتياح الوبائي الذي سببه فيروس كورونا في كل أنحاء الكوكب، عن متابعة تحركات الأشرار الذين يتربصون ببلدنا الدوائر حتى في مثل ذلك الظرف الصحي

رؤية كيسنجر

على أننى لم أك يوما محبا أو حتى متعاطفا مع ما يقوله هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، (مع إقرارى بالطبع بوزنه وأهميته وموهبته) فإن ما كتبه مؤخرا

هيجان الأثرياء

ما من مرة ندخل فيها ساحة ظرف وطني ضاغط ومؤلم ونطلب إسهام الشعب في مواجهته (وضمنه الأثرياء ورجال الأعمال)، حتى نجد أولئك الأثرياء يقاومون ذلك ويستميتون في رفضه والالتفاف حوله.