كل يوم يمر يأمل فيه الجميع أن تتوقف حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، لم يعد ترقب الإعلان عن علاج، أو موعد لا يتجاوز الستة أشهر لطرح مصل فعال هو الخبر المنعش للآمال، بقدر إعلان تراجع في عدد الإصابات في مصر وكل دول العالم، نحن ننتظر الخبر الذي تخرج فيه وزيرة الصحة لتخبرنا أن عدد الإصابات قد تراجع، أو كما قالت ظهور منحنى مطمئن، كما حدث في الصين.
من المؤكد أن لكل شيء نهاية، للحروب نهايات، وللأوبئة نهايات، تبدأ الأوبئة عادة بالانتشار في دولة ما، وتنتقل عبر مخالطين ومسافرين، ثم تتحول إلى جائحة كما حدث في "كورونا – كوفيد19"، لكن أملنا الآن هو أن نصل إلى مرحلة الاستكانة، تلك المرحلة التي ينام فيها الإنسان مطمئنا، محصنا بالحذر، لكنه غير محاصر بحالة الهلع التي تنتابنا حاليا.
ما يحدث من الحكومة المصرية قد يكون أمرًا غير مسبوق في مواجهة وباء بعينه، عبر تاريخنا الحديث، لكن تبقى المشكلة التي يبدو أنها صعبة بعض الشيء على الإنسان المصري، فلم يكن قد اعتاد التحول من إنسان نشط إلى مستكين، لم يعتد أن يكسر له أحد عاداته حتى وإن كانت سيئة كالجلوس بالساعات على المقهى، أوأن يزاحم في المواصلات، أو أن يذهب إلى مكاتب البريد في ذروة الزحام.
مررنا ببعض المواقف المؤسفة التي عبرت عن تمسكنا بعادات بالية، عادات، علينا أن نبدأ من الآن في إعادة حساباتنا بها، تعلم كثيرون أن الخطر قد يأتينا من حيث لا نعلم، ولسنا بصانعيه، أو مشاركين في صناعته.
نمراليوم بمرحلة نتمنى أن نسمع فيها عبارة "الفيروس مستكين"، وأننا بدأنا منحنى الهبوط في معدلات الإصابة، والوفيات، وهي اللحظة التي انتظرتها وتحققت فيها الصين.
ما حدث من حزمة الإجراءات الاحترازية، مؤكدًا أن نتائجها ستكون للأفضل، نتمنى ألا نصل إلى الرقم 1000، هذه هي المهمة الأصعب على الجميع، رقم لا نتمنى أن نسمعه، أو نقرأه في وسائل الإعلام، أو السوشيال ميديا عن مصر.
ولأول مرة يصبح المواطن هو سيد قراره، هو من يملك قرار نجاته بنفسه، وهو من يملك قرار عدم خرق السفينة، لديه مفاتيح النجاة، ومن ثم على الجميع التفكير بتانٍ في مستقبل ما نحن فيه.. نطرح على أنفسنا تساؤلات، لماذا نستهين بحياتنا، لهذه الدرجة، هل نتائج ما يحدث في العالم في إيطاليا وأمريكا وإسبانيا شيء طبيعي، من المؤكد أننا إن تأملنا حال هذه الدول العظمى، وما بها من إمكانات تفوق إمكاناتنا بكثير، سنستجيب إلى كل نداء، ونصد كل من تسول له نفسه للتحريض ضد الوطن، كما حدث في مدينة الإسكندرية وغيرها من محاولات لا يعلم أحد عقباها إن صدقها الجهلاء ومشوا في ركابها، غير آبهين بما قد نصل إليه في مصر من جراء فتن خارجية.