Close ad
31-3-2020 | 15:08

لدى إحساس عميق أن الجيل الذى أنتمى إليه (وأنا من موليد 1947)، فى مصر وفى العالم كله، شهد من التحولات والتطورات، ربما مالم يشهده أى جيل آخر فى تاريخ البشرية.. فهل هذا تقدير أو استنتاج سليم؟ لقد لحقت فى مطلع شبابى، بعملية إعداد صفحات الأهرام، و قبلها الجمهورية، على القصدير، قبل الانتقال للجمع التصويرى ثم الكمبيوتر.

وظهر جيلنا للعالم عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، التى انتهت بأول، وربما آخر، تفجير لقنبلتين نوويتين فى التاريخ. وعاصرنا الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعى والرأسمالى ومرحلة الوفاق، قبل أن ينهار أمام أعيننا المعسكر الاشتراكى ثم يتفكك الاتحاد السوفيتى من خلال بريستوريكا جورباتشوف، ثم ينهار جدار برلين، وتظهر نظرية نهاية التاريخ!. عاصرنا توجه شعوب آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية للتكاتف تحت لواء الحياد الإيجابى وعدم الانحياز، ثم ذبول فانهيار ذلك التحالف الهش.

عاصرنا بداية غزو الاتحاد السوفيتى للفضاء الخارجى مع القمر الروسى وجاجارين قبل أن تلحق به ثم تسبقه أمريكا، ليتسارع بشدة السباق نحو الفضاء وسبر أغواره بسفن تلاحق سرعة الضوء.

شهدنا عصرا، ليس ببعيد، كنا نحجز فيه دورنا للحديث دقائق معدودات من السنترال مع أى مدينة أخرى فى مصر، ونشهد اليوم أجهزة الموبايل فى أيدى الجميع بلا استثناء، يتواصلون بها مع من يشاءون فى أى بقعة من الكرة الأرضية. كنا ننتظر ظهور الجرائد مع الباعة صباحا، واليوم تلاحقنا الأنباء لحظة بلحظة، من خلال الموبايل، ومن خلال شبكة الإنترنت!...لماذا تزاحمت فى ذهنى تلك الخواطر؟ إنه وباء كورونا الذى شاءت المقادير أن يضاف إلى قائمة الأحداث الجسيمة التى شهدها جيلنا، مستعيدا لنا صور الأوبئة والمجاعات التى عمت العالم وبلادنا من قبل، كما عمت الصين أيضا. ولكن... هل تتفاقم مشكلات كورونا لتضيف أرقاما قياسية جديدة فى تاريخ الأزمات؟ أم أن جيوش العلم والعلماء التى تتصدر المعركة الآن ضد كورونا سوف تسجل انتصارا، هو الذى سوف يضاف إلى قائمة الأحداث الكبرى التى شهدها جيلنا؟!.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة