Close ad

عبد العزيز خوجه .. يبقى الشعر

29-3-2020 | 17:24

التقينا للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثين عامًا هي عمر صداقتنا د.عبدالعزيز خوجه الشاعر الدبلوماسي ووزير الثقافة والإعلام الأسبق في المملكة العربية السعودية.. كان اللقاء في جدة في بيت الراحل الكبير الدكتور محمد عبده يماني، وكانت المرة الأولى التي أشاهد فيها فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، والإذاعي القدير أحمد فراج.. أخذت المناصب صديقي عبدالعزيز متنقلًا من أول سفير للمملكة في الاتحاد السوفيتي - قبل انهياره - إلى سفارات أخرى؛ منها لبنان وتركيا والمغرب، وبين هذه المسئوليات تولى وزارة الثقافة والإعلام..

إن د.خوجه تركيبة ثقافية وفكرية متنوعة، إنه يعتز كثيرًا بأنه شاعر، وهو شاعر حقيقي اتسم شعره بالعمق والصدق والبساطة، وبرغم المسئوليات الكثيرة التي تحملها والمناصب التي عمل فيها فقد بقي مخلصًا للشعر حتى في أصعب المسئوليات حين أصبح وزيرًا للثقافة في وطن تحكمه ثوابت كثيرة.. برغم أن د.خوجه تخصص في الكيمياء وحصل على رسالة الدكتوراه في هذا التخصص من أمريكا، فإنه كان عاشقًا للثقافة بكل فروعها، وكان قارئًا لتراثنا العربي، برغم عمله كأستاذ للكيمياء في الجامعات السعودية، حتى تفرغ للعمل السياسي سفيرًا في أكثر من دولة، ومتابعًا لمسيرة الإعلام العربي في كل مجالاته..

في كتابه الجديد الصادر عن دار جداول في لبنان يقدم د.خوجه جوانب كثيرة من حياته منذ كان طفلا يجوب شوارع مكة المكرمة، وهنا لا يمكن أن نتجاهل البعد الديني في شخصية عبد العزيز خوجه، أن فيه الكثير من منابع الصوفية ونفحاتها وجوانبها المضيئة.. في مذكراته يتحدث عن تجربته أثناء سقوط الاتحاد السوفيتي، وحين يكتب عن لبنان فهو يتحدث عن الشعب اللبناني بحب شديد، وفى تركيا تناول الكثير من مناطق الصراع في دوائر السلطة وأصحاب القرار وقد أحب المغرب كثيرًا وكانت تجربته فيها من أكثر فترات حياته ثراء.. إن أهم ما في مذكرات د.عبدالعزيز خوجه أنه كتبها بحب شديد ورضا نادر عن النفس..

إن من يعرف د.خوجه يكتشف فيه جوانب كثيرة من صفاء الروح وبساطة الحياة والأشياء، إنه واحد من العشاق الكبار الذين أحبوا الشعر وأخلصوا له، ومازال حتى الآن يطربنا، وكانت مذكراته بكل ما فيها من الصدق صفحة تضاف إلى تاريخ طويل من النبل والترفع..

[email protected]

كلمات البحث
الأكثر قراءة