Close ad

يا ليتني كنت "روبوت"!!

25-12-2019 | 18:42

فى عالم الغد، ربما يصل الإنسان إلى مرحلة تمنى أنه لو كان "روبوت"!!

ففي قادم الأيام والسنين مزيد من المزايا ستضاف إلى عالم الروبوت، سواء من العلماء أو غيرهم، فـ"صوفيا" الروبوت التى كانت ومازالت حديث العالم منذ عام 2017، وأصبحت اليوم "شخصا إليكترونيا" مهمًا فى منتديات شباب العالم، بعدما نالت الجنسية السعودية، في حدث غير مسبوق.

لكن ما لا يمكن أن يتصوره أحد أن "صوفيا"، قالت إنها ترغب في تأسيس عائلة، وأن يكون لديها طفلة!!، يا مثبت العقل والدين!! والأغرب من ذلك أن يتحدث العلماء عن إمكانية أن تمتلك "صوفيا وأخواتها" الوعي والإدراك الذاتي والمشاعر، في زمن تجردت فيه الإنسانية من كثير من مشاعرها!!

فمنح صوفيا الجنسية أثار عدة تساؤلات حول الحقوق المدنية التي يترتب عليها منح الجنسية لـ"إنسان آلي"، عما إذا كان ذلك يمنحها الحق في التصويت أو الزواج، أو إذا ما كان تعطيل نظامها أو إغلاقه يُعتبر جريمة قتل عمد!

ولأن استخدام الروبوتات في المستقبل في شتى المجالات، سيؤدي حتمًا إلى تفاعل مباشر مع البشر، يطالب عدد من الخبراء بضرورة حصولها - "الروبوتات" - على "حقوق" خاصة لحمايتها من التعرض للإيذاء، إلى الحد الذي دعا أستاذة للقانون في جامعة وستمنستر البريطانية إلى حماية الروبوتات من الاعتداء الجنسى! بل وذهبت لأبعد من ذلك، بأن يكون هناك قواعد، تجعل من الضروري حصول البشر على موافقة جنسية من الروبوتات في المستقبل القريب قبل الاقتراب منها!!!

طبعا هذه التساؤلات فتحت الباب واسعًا أمام المطالبة بـ"وضع إطار أخلاقي" يحكم العلاقة بين الإنسان والروبوت، يفرض بالطبع التزامات "أخلاقية" على البشر تجاه "الروبوت" التي يملكونها.. هذا ما كان ينقصنا!!

وهذا يعني، بالطبع، إمكانية منح الروبوت - يومًا ما - حقوقًا "متساويةً" للبشر أمام القانون، يعني ربما يفاجئك "روبوتك " يومًا برفع قضية "تحرش" أو "اغتصاب" أو تُحال إلى القضاء بتهمة "القتل العمد مع سبق الإصرار والتفكر "بحق روبوتك"!!!

وأمام هذه التحديات المنتظرة؛ ولأنه لا يزالُ هناك تخوف من ارتكاب الروبوتات أفعالًا مؤذية للبشر، مثلما يحدث من مشاهد سينمائية في أفلام الخيال العلمي، يقترح علماء أعصاب من جامعة كاليفورنيا الجنوبية في دراسة نشروها مؤخرًا في مجلة "نيتشر ماشين إنتليجنس" برمجة الروبوتات على الخوف من الموت؛ لأنها حين تدرك ـ وفق تصوراتهم ـ أن أعمالها قد تؤدي إلى هلاكها كما البشر؛ ستتعلم السيطرة على ذواتها!

وفي كل الأحوال لا تزال هناك مخاوف من تأثير "الروبوتات" على خصوصية البشر، وإمكانية استغلالها في انتهاك خصوصيتهم؛ مثلما فعلت بنا مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية.

فريق من الباحثين بجامعة كورنيل الأمريكية يدرس حاليًا إمكانية تفاعل البشر مع "الروبوتات" عن طريق حاسة اللمس، ولأجل ذلك، ابتكروا نوعية من الجلد الصناعي يمكن أن يُصاب بالقشعريرة حسب الحالة المزاجية للروبوت، وهذه التقنية بحد ذاتها يمكن أن تستخدم في التفاعل بين "الروبوتات" والمصابين بإعاقة سمعية على سبيل المثال، أو في المواقف التي تتطلب درجة معينة من الهدوء.

ومن مستجدات العلم الحديث في مجال التواصل بين البشر و"الروبوتات" إعطاء الإنسان الآلي القدرة على التعبير من خلال ملامح الوجه، مثل أن ترتسم على وجهه ملامح العبوس، عندما يريد التعبير عن مشاعر الحزن أو الضيق أو الابتسام عندما يُعبر عن سعادته!

ولكن..هل تملك "الروبوتات" المشاعر؟!

حسم الأمر حتى اليوم أستاذ للأنظمة الذكية و"الروبوتات" في جامعة برلين، بالقول إنه لا يمكن لـ"الروبوتات" أن تملك المشاعر؛ لأنها بدون هرمونات ولا أحاسيس بالألم، ولكن بفضل التعلم الآلي يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاة الاستجابات العاطفية المناسبة.

هذه مشكلة حقيقية، فعلينا أن ندرك دائمًا أن "الروبوتات" طوع أمرنا، عليها أن تؤدي ما نطلبه منها، لكن ليس من المطلوب أن تقوم باختلاق مشاعر مختلفة؛ لأن في ذلك عواقب مضللة على الإنسان، كما يجب علينا ألا ندعي أبدًا أن "الروبوتات" هي صديقتنا في الحياة، فهي مجرد آلات، ويجب أن نتعامل معها دومًا على هذا الأساس.

لا ينبغي أخذ الموضوع على غير محمل الجد، برغم أبعاده المثيرة للسخرية، فالعلم لا ينظر إلى الوراء، وحفاظ الإنسان على إنسانيته صار على المحك، بعد ما نسمع ونقرأ عن "روبوتات" عاطفية تريد أن يكون لديها أطفال وأسر، ويبحث لها بعض بني البشر عن "حقوق"؛ ربما تجرجرنا بسبب نقضها إلى ساحات القضاء!

وبعدما أصبحت بيوتنا؛ الكل مشغول عن الكل، بسبب وسائل التواصل الاجتماعي؛ حتى وإن اجتمعت الأسرة على طعام واحد، فكل فرد "رئيس جمهورية نفسه"، منعزل عن الآخرين ومشغول بأصدقائه الافتراضيين؛ وحل "الراوتر" محل رب الأسرة، والـ"واتس آب" محل الأم التي كانت تلملم البيت بحنانها، والجميع مشغولون بحل مشاكل الكون؛ وكل منهم "يتسول" كلمة إعجاب من "الغرباء" أو الأصدقاء، وقد لايدري بعضهم شيئًا عن مشاكل أسرته!

ومع مزيد من العزلة التي سيجد الإنسان نفسه مدفوعًا إليها؛ لأن مفردات الثورة التكنولوجية المرتقبة، ستكون محرك البحث الرئيسي في حياته، والتي ستصبح حينها خالية من الإنسانية والمشاعر، ساعتها قد يتمنى كثيرون من بني البشر أن لو كانوا "روبوت"!!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
قصص إنسانية من الأولمبياد

البطولات الرياضية، وفي الصدر منها الأولمبياد، ليست مجرد ساحة لجني الميداليات، بل قد تكون فيها الكثير من القصص الإنسانية، فوراء كل بطل عظيم قصة رائعة..

الناجي الوحيد بعد "انقراض البشر"!

لم يعد الحديث عن نهاية العالم مقصورًا على تنبؤات السينما العالمية، بل إن كورونا ألهبت خيال البشر أنفسهم ودفعتهم إلى توهم نهاية العالم..

قبل أن تصبح أحلامنا لوحات إعلانية!

ربما يستيقظ أحدنا في المستقبل القريب، من دون مرض أو علة، ولسان حاله يقول: أنا مش أنا ، أو قد يراه أقرب الأقربين له بأنه لم يعد ذلك الشخص الذى نعرفه.. دماغه تغيرت.. أحلامه تبدلت

صيام "هرمون السعادة"!

وصفوه بأنه هرمون السعادة ، باعتباره الهرمون الذي يفرزه المخ بعد الحصول على المكافأة ويكون سببًا للشعور بها، لكنهم يصححون لنا هذا المفهوم اليوم، بأن دوره

أنف وثلاث عيون!

هناك قصة شهيرة للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس تحمل هذا العنوان، لكننا هنا نتقاطع مع عنوانها في الاسم فقط، فعيون إحسان عبدالقدوس كن ثلاث نساء تقلب بينهن

أول فندق في الفضاء!

ربما يصبح حلم السفر في المستقبل في رحلات سياحية، بالطبع لدى فصيل من أثرياء العالم، ليس إلى شواطئ بالي أو جزر المالديف أو البندقية، بل إلى الفضاء.. نعم إلى الفضاء، هذا الحلم سيضحى حقيقة فى عام 2027!

الجلد الإلكتروني!

يبدو أن عالم تكنولوجيا المستقبل ستحكمه "الشرائح"، لكن شتان بين مخاوف من شريحة زعم معارضو لقاحات كورونا بأنها ستحتوي على شريحة لمراقبة وتوجيه كل أفعالك،

..واقتربت نهاية كورونا!

لم يحظ لقاح من قبل بجدل مثلما حظي لقاح كورونا، لأسباب كثيرة، أولها السرعة التي تم بها التوصل إليه، على عكس لقاحات لأمراض أخرى، ربما مضى على تفشيها مئات

يوم بدون محمول!

هل فكرت يوما التوجه إلى عملك من دون هاتفك المحمول؟ قد يفكر في ذلك من أنفق عمرًا في زمن الهاتف الأرضي، لكن من نشأوا في زمن المحمول سيرون الفكرة ضربًا من

أيهما الأكثر طرافة .. الرجال أم النساء؟!

على مدى التاريخ تحفل حياة الأمم بسير الظرفاء، وتتسع هذه المساحة لتشمل أشخاصًا خلدهم التاريخ، إما لفرط سذاجتهم كأمثال جحا، أو لكثرة دعاباتهم وكتاباتهم و"قفشاتهم"

إلا المخ يا مولاي!

رغم أن المخ كان ولا يزال لغزًا يحير العلماء، فإن الدراسات ما زالت تتوالى لفهم هذا العضو الرئيسي في الجهاز العصبي لدى الإنسان، والذي يتحكم في جميع الأنشطة

عبيد مايكروسوفت!!

في عام 1995 نُشرت رواية بعنوان "عبيد مايكروسوفت" تشبه تمامًا رواية جورج أوريل 1984، غير أن الأخيرة ذات أبعاد سياسية، أما الأولى فهي ذات أبعاد تكنولوجية،