** كشفت الإحصاءات الرقمية الأخيرة النقاب عن أن النجم البرازيلي الشاب نيمار دا سيلفا لاعب باريس سان جرمان الحالي وبرشلونة سابقًا كان أكثر نجوم الكرة تداولًا وتأثيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي طوال الصيف الماضي.. وللوهلة الأولى قد يتصور البعض أن ذلك راجع إلى تألقه داخل المستطيل الأخضر خلال تلك الفترة، ولكن حقيقة الأمر أن السبب راجع إلى محاولاته العودة مجددًا إلى ناديه السابق برشلونة، الأمر الذي رفضته إدارة باريس سان جرمان، بل وتمسكت بعدم الاستغناء عنه إلا لمن يدفع 300 مليون يورو!!
مما أدى إلى فشل المفاوضات مع إدارة برشلونة التي عرضت مائة مليون يورو، بالإضافة إلى لاعبين من الفريق الكتالوني (راكيتيتش وسميدو).
ومرت الأيام سريعًا وأغلقت سوق الانتقالات الصيفية أبوابها وبقي نيمار في باريس، وسط سخط شديد من جماهير سان جرمان الذين ساءهم أن يعلن نجم السامبا صراحة رغبته في العودة إلى البارسا، وكأن فريقهم "بلا أزرق" أو"مش قد المقام"!! وبصراحة عندهم حق؛ لأنه إذا كان متمسكًا إلى هذه الدرجة ببرشلونة، فلماذا غادره من البداية؟!
الإجابة معروفة للجميع إذ كان الإغراء كبيرًا من جانب إدارة باريس القطرية التي لا يفرق معها كم تدفع من المال لتنال ما تريده..
وبعد أن هدأت الأمور، وشفي نيمار من إصابته، عاد للعب مع فريقه؛ ولكنه قوبل في البداية باستهجان وهتافات جماهير ملعب حديقة الأمراء ضده، وبوجه خاص من جانب الألتراس الذين رفعوا لافتات تنتقده بشدة وتوجه له السباب.. ومن مباراة إلى أخرى، ومن تألق إلى آخر، هدأت ثورة الجماهير قليلًا، وأصبح الرهان الحالي لكل الباريسيين على أن ينجح في أن يجلب لهم بطولة دوري الأبطال "الشامبيونزليج" ويرفع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين حلم هذا النادي وطموح إدارته القطرية!!
هذا السرد الطويل كان ضروريًا، قبل أن أتحدث عن الحوار الحصري الذي أدلى به نيمار مؤخرًا لمجلة فرانس فوتبول، وهو أول حوار طويل يجريه منذ بدء أزمته مع النادي الباريسي، وإعلانه رغبته في العودة لبرشلونة.. وأجمل أبرز ما جاء فيه في هذه النقاط:
ــ أنا لم أغادر برشلونة بسبب ميسي أو البالون دور، كما يزعم البعض، فميسي هو صديقي المقرب وأعتبره أفضل لاعب رأته عيناي، وأمضيت معه أفضل مواسمي الكروية وسأظل أحبه على الدوام.. أما الكرة الذهبية "البالون دور" فلا تسيطر على تفكيري كما يتصور البعض فمازال أمامي الوقت للفوز بها.
ــ دوري الأبطال الأوروبي "الشامبيونزليج" بطولة صعبة جدًا، والفوز بها ليس سهلًا، ولكنها على أي حال هدفي الأول أنا وفريقي هذا الموسم.
وعلق قائلاً: لقد أمضيت 4 سنوات في برشلونة، ولم أنجح في الفوز بها سوى مرة واحدة فقط، ولهذا أسعى هذا الموسم إلى الفوز بها.
ــ أتمنى أن أنجو من الإصابات الكثيرة التي تلاحقني لأنها تقتلني.
ــ ألعب الكرة للمتعة، وليس من أجل أن أصبح رقم واحد، وكلما كنت على أرض الملعب أبذل قصارى جهدي من أجل إسعاد الجميع.
ــ نيمار الحقيقي.. إنسان بسيط وهادئ ويسعد كثيرًا بالبقاء وسط عائلته وأصدقائه.
ــ كليان مبابيه نجم باريس ومنتخب فرنسا الصاعد، لاعب رائع ولديه شيء خاص جدًا، ونحن صديقان داخل الملعب وخارجه.
ــ لم أشأ على الإطلاق إلحاق الضرر بأحد فيما يتعلق بمسألة رغبتي في العودة إلى برشلونة، ولكن قناعتي الخاصة ملخّصها: إذا كنت غير سعيد في مكان ما، فعليك الرحيل!
ــ أفتقد كثيرًا صديقي ومواطني داني ألفيس الذي زاملته في برشلونة وباريس، فقد كان قريبًا مني جدًا ويخفف عني الساعات والأيام التي أقضيها بعيدًا عن الأهل والخلّان.
تلك أبرز الملامح التي جاءت في حوار نيمار للمجلة الفرنسية، وأنهى بنبأ قد يزعج نجم السامبا الشاب ومعشوق البرازيليين، إذ أعلن موقع "ترانسفير ماركت" مؤخرًا أن القيمة السوقية له انخفضت إلى 160 مليون يورو، وكان قد انتقل إلى النادي الباريسي مقابل 222 مليون يورو، والسبب في ذلك يرجع طبعًا إلى كثرة إصاباته، وأيضًا كثرة مشاكله وصدامه مع إدارة باريس وجماهير هذا النادي الفرنسي.
وكان نيمار قد بدأ بقيمة سوقية لم تتجاوز المليون يورو؛ عندما كان لاعبًا في ناديه الأول سانتوس البرازيلي عام 2009، وكان عمره وقتها 17 سنة، قبل أن يخطفه برشلونة في عام 2013 مقابل 50 مليون يورو، وبعدها قفز سعره إلى 150 ثم 180 مليون يورو، وها هو يتراجع إلى 160 مليون يورو فقط، وحتى إذا كانت مثل هذه الأرقام تقديرية، إلا أنها تعكس وضع نيمار الحالي وعلاقته بمن حوله، وأداءه في الملعب، ومدى قابليته للتعرض للإصابات، وهو مهيأ لأن ترتفع قيمته مرة أخرى إذا ما أسهم بقوة في فوز فريقه الفرنسي بالشامبيونزليج هذا الموسم.
وإلى أن يحدث ذلك ــ أو لا يحدث ــ دعونا نتابع هذا النجم الموهوب في قادم الأيام، فربما يعقل ويهدى ويلتزم؛ لأن عدد متابعيه وعشاقه من الشباب والكبار يتزايد يومًا بعد يوم، ليس فقط على مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما أيضًا أمام شاشات التلفاز، وفي مدرجات الملاعب، لهذا ينبغي عليه أن يثبت للملايين من عشاق فنه أنه يستحق كل هذه الضجة المثارة حول شخصيته؛ سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه!