** بعد البداية غير الموفقة للأهلي والزمالك في أولى جولات دور المجموعات بدوري الأبطال الإفريقي؛ حيث خسر الأول من النجم الساحلي، وخسر الثاني من مازيمبي، نجح الفريقان هذا الأسبوع في حصد النقاط الثلاث من منافسيهما على التوالي الهلال السوداني وأول أغسطس الكونجولي 2/1 للأهلي و2/صفر للزمالك..
وبعد أن كان أداء الزمالك علي وجه الخصوص سيئًا أمام مازيمبي، ارتفع المستوى بدرجة كبيرة بعودة نجوم غابوا عن لقاء الجولة الأولي، وأبرزهم أوباما وطارق حامد وعبدالله جمعة، مع تألق بن شرقي اللافت وإحرازه هدفي المباراة، فضلًا عن وجود متغير جديد مهم هو تولي المدرب كارتيرون مهمة تدريب الفريق بدلًا من ميتشو الذي ذهب غير مأسوف عليه..
كما نجح الأهلي في لعب مباراة متوازنة أنهاها لمصلحته بهدفي حسين الشحات ورمضان صبحي.. ولن أقول: ليس في الإمكان أبدع مما كان، وإنما أعتقد أنه مازال أمام القطبين الكبيرين الكثير والكثير الذي يقدمانه حتى يكونا جديرين بالذهاب إلي أبعد مدي في هذه البطولة الإفريقية الأولي من حيث الأهمية..
وإذا كنت قد قسوت علي لاعبي الزمالك في مباراة مازيمبي في الأسبوع الماضي، فذلك يرجع إلي سوء الحالة الفنية والبدنية والتكتيكية والنفسية والذهنية لهؤلاء اللاعبين الذين بدوا كالتائهين في الملعب، بلا روح أو عزيمة، فضلًا عن سوء إدارة مدربهم ميتشو للمباراة، علي عكس ما حدث في مباراة السبت الماضي ضد فريق أول أغسطس حيث ظهر التفاهم واضحًا بين خطوط الفريق، تحت قيادة كارتيرون ما انعكس علي النتيجة الجيدة التي انتهت إليها المباراة.
أطيب التمنيات للكبيرين بإكمال المهمة بنجاح حتى يتأهلا معًا إلي الدور قبل النهائي لهذه البطولة، وستكون الحسابات وقتها مختلفة تمامًا لأنه لا مجال للخطأ أو التهاون.
..................................
** طقوس لاعبي الكرة وبوجه خاص النجوم كثيرة، فمنهم من لا ينام جيدًا ليلة أي مباراة مهمة، ومنهم من يلهي نفسه بمشاهدة فيلم أكشن أو فيلم رومانسي يشغله عن التفكير في المباراة.. منهم من يقرأ كتابًا أو يلعب بلاي ستيشان للتخلص من التوتر الشديد الذي ينتابه في اليوم الذي يسبق المباراة المهمة.. ومنهم من يطفئ الأنوار ويغمض عينيه ويحاول شغل نفسه بأمر ما بعيدًا عن كرة القدم.. ومنهم ومنهم ومنهم..
النجم البرازيلي مارسيلو ظهير أيسر ريال مدريد شرح بالتفصيل حالته قبل خوض فريقه مباراة علي درجة عالية من الأهمية.. وهل هناك ما هو أهم من مباراة نهائي دوري الأبطال؟! فما هي الحالة التي انتابته قبلها؟ وما الذي حدث بعد نزوله أرض الملعب؟ وماذا كانت النتيجة؟
مارسيلو تحدث عن حالته قبل مباراة ليفربول في نهائي دوري الأبطال عام 2018، وهي المرة التي حقق فيها ريال مدريد الفوز وانتزع الكأس الثالثة علي التوالي بعد الفوز3/1علي الريدز.. فماذا قال؟!
ــ "لم أكن قادرًا علي التنفس قبل المباراة وحاولت تهدئة نفسي بدون جدوي إذ كنت واقعًا تحت ضغط نفسي رهيب قبل هذه المباراة.. وتولد عندي شعور بأن شيئًا ثقيلًا يجثم علي صدري وأنا داخل غرفة الملابس بالإستاد الأوليمبي بمدينة كييف.. ضغط رهيب.. أنا لا أتحدث عن عصبية أو نرفزة فتلك أمور طبيعية في كرة القدم، ولكني أتحدث عن شىء مختلف تمامًا، إذ كنت أشعر باختناق ولم أستطع تناول طعامي أو النوم ليلة المباراة". وتابع مارسيلو قائلًا: كنت أقول لنفسي لتهدئتها: إذا لم أكن قلقًا قبل مباراة نهائي، فلن أكون شخصًا طبيعيًا!!.
وبرغم خبرة مارسيلو الطويلة في الملاعب وفي اللقاءات المهمة والحاسمة، ورغم ألقابه وبطولاته العديدة، فإنه لم يسلم من هذا الشعور، مما دفعه إلي كتابة هذه القصة في موقع "منصة اللاعبين" الذي يترك للنجوم والمشاهير كتابة قصص وحكايات وأسرار يكشفون عنها لأول مرة.
ــ ويواصل مارسيلو قائلًا: لم يحدث أن انتابني القلق بمثل هذا القوة من قبل، فلم أكن أدري بالضبط ما يحدث لي.. كنت أفكر في الاتصال بطبيب الفريق ولكني خشيت أن يطلب استبعادي عن المشاركة في المباراة.. وعندما دخلت أرض الملعب، قلت لنفسي: إذا كان لابد أن أموت هنا، فسوف أموت من أجل انتزاع هذا اللقب. بالمناسبة.. مارسيلو فازبـ4 بطولات شامبيونزليج، وبرغم ذلك لم يسلم من التوتر الشديد والضغط النفسي الرهيب، ولكنه قال: لا أخجل من قول الحقيقة.
واعترف مارسيلو الحاصل علي 4 دوري "ليجا" مع الريال بأن حالته النفسية تغيرت تمامًا بعد إجراء الإحماء والتسخين، ثم بعد أن أطلق الحكم صفارة بدء اللقاء، فعندها تغير كل شيء علي حد قوله. واختتم قصته بقوله: نحن لاعبي كرة القدم لسنا "أبطال سوبر"، ولقد أردت من سرد هذه القصة أن أكشف للناس بمنتهى الصراحة ما حدث لي.
وتلك هي الحياة الحقيقية للاعب كرة القدم.. إنها قصة لن أصاب بالملل من روايتها لأولادي الصغار مرات ومرات.
--------------------------------------------