** شتان بين فريق يلعب بروح قتالية عالية، برغم طرد لاعب من صفوفه في أول ربع ساعة، ويمارس كرة هجومية إيجابية وهو يلعب خارج أرضه، وبعيدًا عن جماهيره الغفيرة، وبين فريق آخر عديم الروح، ويلعب كرة عقيمة انهزامية بليدة وخالية من أي إحساس بالمسئولية أو النخوة..
وشتان أيضًا بين مدير فني يجيد توظيف لاعبيه ويعرف إمكاناتهم، ولا يغير في التشكيل الأساسي إلا في أضيق الحدود، وحريص على لعب الكرة الهجومية، حتى وهو خاسر بهدف، ومطرود منه لاعب مهم من خط الدفاع..
وشتان الفارق أيضًا بين لاعبين تملؤهم الحيوية والنخوة والإحساس بالمسئولية والرغبة في تحقيق الفوز، حتى في أحلك الظروف التي فرضها عليهم حكم ظالم؛ اتخذ قرارًا بطرد لاعب لم يكن يستحق الطرد، الأمر الذي يكرس منظومة الفساد التحكيمي في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وبين لاعبين آخرين أداؤهم مرادف للخنوع والاستسلام والتوهان وعدم التركيز والبلادة، مع ارتكاب أخطاء قاتلة جعلتهم ينهون المباراة بهزيمة ثقيلة بالثلاثة!!
طبعًا واضح جدًا عمن أتحدث؟!
وبعيدًا عن هذا التوصيف أضيف بعض الملاحظات الفنية:
ــ أثبتت مباراة مازيمبي أن طارق حامد لاعب خط وسط الزمالك يشكل أكثر من نصف قوة الفريق، وأن محمد عواد حارس مرمى على قده! وأن شيكابالا كفاية عليه كده، ومن الأفضل أن يختم مشواره الكروي هذا الموسم بالاعتزال، وأنه من الظلم الحكم على مصطفى محمد في هذه المباراة؛ فمازال شابًا صغير السن، وسيكتسب خبرات كثيرة في قادم الأيام.
ــ أثبتت مباراة النجم الساحلي أن الأهلي في حاجة عاجلة إلى قلب دفاع قوي وفاهم جيدًا مهام مركزه، وقادر على أن يعيد إلى الأذهان نجومية الرائع وائل جمعة، ولمن لا يصدقني فليُعدْ مشاهدة هدف النجم التونسي الوحيد في المباراة!.
ــ وأثبتت مباراة مازيمبي أيضًا أن ميتشو المدير الفني لفريق الزمالك كفاية عليه كده، وعليه أن يرحل فورًا، وإلا فسوف يتسبب في كارثة، فلم أر في حياتي مدربًا يقوم بعملية التدوير مبكرًا جدًا، ونحن لا نزال في بداية الموسم، وعدم الحرص على ثبات التشكيل، بخلاف افتكاساته الكثيرة التي أضاعت الكثير على فريق الزمالك.
ــ وأثبتت مباراة النجم الساحلي أن فايلر مدرب فاهم وشجاع، واستطاع خلال فترة ليست طويلة أن يعطي لفريق الأهلي شكلًا جيدًا، وينتج كرة جميلة افتقدناها منذ فترة ليست بالقصيرة، وهزيمته من جاريدو في تونس لا تقلل من كونه مدربًا جيدًا وطموحًا وسيحقق مع الأهلي الكثير.
...................................
** بعد انتهاء مباريات الجولة الخامسة لدور المجموعات في دوري أبطال أوروبا "الشامبيونزليج" يوم الأربعاء الماضي، طرأ تعديل طفيف على ترتيب أفضل 10 هدافين في تاريخ هذه البطولة، مع احتفاظ النجمين الكبيرين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي بمركزيهما الأول والثاني على الترتيب برصيد 128 هدفًا لـ"الدون" و114هدفًا لـ"البرغوث" الذي سجل هدفين في مرمى بوروسيا دورتموند في هذه الجولة، مع ملاحظة أن هذا الترتيب يشمل الأهداف التي سجلت في الأدوار التمهيدية لهذه البطولة..
وأهم ملاحظة في ترتيب "التوب 10" هدافي الشامبيونزليج هي نجاح كل من الفرنسي كريم بنزيمة لاعب ريال مدريد، والبولندي روبرت ليفاندوفيسكي هداف بايرن ميونيخ ــ بالأهداف التي سجلها كل منهما في الجولة الخامسة، هدفان للأول في مرمى باريس سان جرمان و4 أهداف للثاني في مرمى فريق النجم الأحمر الصربي (اسمه بالإنجليزية رد ستار، وبالفرنسية إتوال روج) في تحسين وضعيهما في الترتيب؛ بحيث عزز بنزيمة وضعه كرابع الهدافين (64 هدفًا) وتقدم ليفاندوفيسكي إلى المركز الخامس، بفارق هدف واحد عن بنزيمة (63 هدفًا)، ولم يعد يتقدم عليهما من اللاعبين المعتزلين سوى الإسباني راؤول جونزاليس نجم ريال مدريد السابق الثالث في الترتيب برصيد 71 هدفًا؛ بينما تراجع ترتيب بقية الهدافين إلى المراكز من السادس حتى العاشر، على النحو التالي: الهولندي رود فان نيستلروي في المركز السادس برصيد 60 هدفًا يليه الأوكراني أندريه تشيفيتشينكو في المركز السابع برصيد 59 هدفًا، ثم الفرنسي تيري هنري (الثامن برصيد 51 هدفًا) والإيطالي فيليبي إنزاجي (التاسع ــ 50 هدفًا) وأخيرًا السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والإسباني الأسطورة الراحل ألفريدو دي ستيفانو نجم ريال مدريد في سنوات خمسينيات وستينيات القرن الماضي، في المركز العاشر، ولكل منهما 49 هدفًا.
وفي ظل اعتزال 5 من الهدافين الذين شملهم الترتيب (راؤول، نيستلروي، تشيفيتشينكو، هنري، إنزاجي) ووفاة دي ستيفانو، وانتهاء علاقة إبراهيموفيتش بدوري الأبطال، أصبحت المنافسة على أشدها بين بنزيمة وليفاندوفيسكي على انتزاع المركز الثالث من "الماتادور" الإسباني راؤول، والفرصة مواتية لكل منهما؛ نظرًا لأنهما مازالا يصولان ويجولان ويتألقان في الملاعب وأمامهما أكثر من موسم آخر للعب على أعلى مستوى في الشامبيونزليج، ورقم راؤول ليس بعيدًا عن رقميهما، بينما سيحاول "البرغوث" ميسي فيما تبقى من مباريات الأدوار المقبلة لهذه البطولة هذا الموسم، الاقتراب أكثر من رقم "الدون" كريستيانو (128 هدفًا)، حيث لا يزال الفارق بينهما حتى الآن كبيرًا (14 هدفًا)، وأتصور أن فرصة ميسي للحاق برقم رونالدو كبيرة؛ لأنه وارد جدًا أن يستمر في اللعب في هذه البطولة لنسختين أو ثلاث نسخ مقبلة؛ لأنه أصغر سنًا (32 سنة) من رونالدو (34 سنة)؛ بينما قد لا يستمر هذا الأخير أكثر من موسم.