Close ad

الخطر القادم في "طائرة درون"!

20-11-2019 | 15:11

ما أقسى أن تنهض من نومك فزعًا على صراخ سيدة في الشارع؛ وقد تعرضت للتو لخطف حقيبة يدها من مجرم مر بسيارته مسرعًا إلى جوارها..

كم هو مؤلم هذا الموقف، وتلك الظاهرة، التي تروع الآمنين في الشوارع، وفضلًا عن الترويع الذي تعانيه أي فتاة أو سيدة تتعرض لهذا الموقف، تبقى مرارة اللحظة في أن الحقيبة التي سُرقت قد تحوي آخر ما تملكه من مال للعودة إلى بيتها أو مصاريف دفع آخر قسط في المدرسة لطفل أو روشتة علاج لمريض أو قسط أي شيء تم تدبيره بطلوع الروح، أما عن "رحلة المرار" في استخراج الأوراق الرسمية من جديد، فحدث ولا حرج ...

هل تتخيل أن هذا الجاني في المستقبل قد يكون "طائرة درون"!! نعم "طائرة درون" قد تعترض طريقك فجأة في الشارع مُهددة إياك إما أن تضع في سلتها كل ما لديك أو تلقى حتفك دون أن يستطيع أحد أن ينقذك حتى ولو تحلق الناس من حولك!!

فما هى "الدرون"؟

الدرون Drone كلمة إنجليزية تعني الصوت الذي يصدره ذكر النحل أثناء الطيران، وأطلق هذا الاسم على كافة الأجسام الطائرة الموجهة والمُبرمجة مسبقًا للطيران بدون طيار، نسبة إلى تشابه صوتها بالدرون، أو كما يصفها البعض بـ"الزنانة"..

وبرغم أن الطائرات بدون طيار بدأ استخدامها منذ عام 1924، فإن العالم شهد ثورة حديثة مختلفة ومتسارعة في مجال إنتاج وصناعة الدرون بأحجام وأشكال مختلفة ومتنوعة ولغايات واستخدامات تتجاوز مئات الاستخدامات، منها العسكري والمدني والتجاري والعلمي وغيرها..

وتعود أسباب هذه الثورة إلى اندماج التطور التقني لصناعة الرقائق الإلكترونية والبرامج والأنظمة الذكية وأنظمة الترابط والتحكم عن بعد، وكذلك الخصائص اللاسلكية التي ستوفرها شبكات 5  G و6  G المرتقبة؛ مما سيخلق تقنيات طائرة مبتكرة تستخدم في كافة مجالات الحياة المعقدة وبأعداد وأحجام متنوعة..

وهناك دول بدأت بالفعل في نشر شبكة  G5، هي أمريكا وكوريا الجنوبية وسويسرا والصين، وستوفر G5 سرعة فائقة في نقل البيانات مقارنة بتكنولوجيا الجيل الرابع الحالية، مما سيتيح وصولًا أسرع إلى المحتويات، ونقل مليارات البيانات دون عوائق، وستسمح بالربط بين الأجهزة الإلكترونية على أنواعها، مما يسهم في انتشار تقنيات المستقبل، كالسيارات ذاتية القيادة والمصانع المشغلة آليًا والعمليات الجراحية من بعد والروبوتات "الذكية" وغيرها.

وطائرات الدرون، إما أن يتم التحكم فيها عن بعد، أو أنها ذاتية التحكم تستخدم الذكاء الاصطناعي للقيام بعملها، وهذا هو الأخطر، والجيل القادم منها يمكن توفيره بأحجام صغيرة لتنفيذ مهام معقدة وفتاكة، وتتسابق الدول في إنتاجها، أبرزها أمريكا والصين، التي فاجأت العالم في 2010 بالكشف عن 25 موديلًا جديدًا من الطائرات دون طيار!

هذه الطائرات معقدة الاستخدام، وحركاتها العشوائية تجعل من المستحيل لأي قناص أن يتنبأ باتجاهها، وهناك أجيال قادمة منها ستكون فتاكة بما تحمله من كاميرات وحساسات تمتلك قدرة التعرف على وجوه البشر، ومن الممكن أن تحمل بداخلها شريحة متفجرة يتراوح مقدارها بين 3 و4 جرامات؛ حيث يتم إطلاقها فتتجه مباشرة إلى مقدمة الرأس، مُحدثة مجرد ثقب صغير يكفي لاختراق الجمجمة وتدميرها!!

والأخطر من ذلك، أنه سيكون هناك "درون" في حجم البعوض والحشرات مهمتها التجسس والوصول لأعقد الأماكن، وبعضها يستطيع أن يلتصق بجسم الإنسان على شكل بعوض، وذلك من أجل معرفة الـ DNA للشخص أو زرع شريحة تجسس نانومترية في جسده، ويمكن أن تستخدم لنشر ما هو أخطر وأكثر فتكًا بشكل لا يمكن ردعه، ومثل هذه النوعية من الطائرات يمكنها تعقب الأفراد باختراق المباني والسيارات والقطارات ولا يمكن إيقافها، وهناك حملة دولية حاليًا للحيلولة دون تطوير هذه النوعية من الطائرات والتحذير منها.

بالطبع فإن استخدامات طائرات الدرون في الأغراض العسكرية، هي الأخطر والأكثر وضوحًا حتى اليوم، من أجل ذلك لا يمكن لأي دولة أن تدعي أنها في مأمن من خطر هذه "الدرون"، والتي أصبحت متنوعة الأشكال والأحجام والقدرات وتجلب معها تحديات ومخاطر أمنية كبيرة لم تكن معهودة من قبل.

فلا يخفى على أحد أن المجال الجوي لكثير من الدول سيكون مفتوحًا أمام خطر هذه التقنيات، ما سيجعل أمن المواقع الحيوية والمعلوماتية والسلامة العامة في خطر، لذا على الدول أن تتبنى على الفور الحلول والأفكار التي تساعدها على مواكبة هذا التقدم لتحمي سيادتها وتؤمن فضاءها.

ولعل من أهم الحلول إنشاء مركز قومي يُعنى بأبحاث الدرون وابتكاراتها وطرق كشفها والتصدي لها وتطويرها؛ بالتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية المحلية والعالمية وتوفير الكوادر الوطنية القادرة على إدارة وتطوير وفهم هذه التقنيات...

غاية القول، برغم أنه ليست كل أجيال الدرون تحمل الشر للبشر، فكثير منها له استخدامات سلمية مهمة مثل مراقبة الطرق والأرصاد الجوية وإطفاء الحرائق وغيرها، لكن بالنظر إلى المخاطر المرتقبة لبعض أجيال الدرون، وكما يقول إيلون ماسك، أحد عباقرة تكنولوجيا الفضاء والإنترنت، فإن الذكاء الاصطناعي يشكل أكبر خطر على الحضارة البشرية وينبغي أن يكون الناس قلقين جداً"!!

فمن غير المُتصور أن يأتي يوم تصبح فيه حياة البشرية؛ مثلما نراه في كثير من الأفلام الخيالية الأمريكية اليوم، رهينة قرارات من روبوتات فتاكة يقتلون الناس في الشارع أو يشعلون حروبًا من خلال التحكم بالأنظمة المعلوماتية..

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
قصص إنسانية من الأولمبياد

البطولات الرياضية، وفي الصدر منها الأولمبياد، ليست مجرد ساحة لجني الميداليات، بل قد تكون فيها الكثير من القصص الإنسانية، فوراء كل بطل عظيم قصة رائعة..

الناجي الوحيد بعد "انقراض البشر"!

لم يعد الحديث عن نهاية العالم مقصورًا على تنبؤات السينما العالمية، بل إن كورونا ألهبت خيال البشر أنفسهم ودفعتهم إلى توهم نهاية العالم..

قبل أن تصبح أحلامنا لوحات إعلانية!

ربما يستيقظ أحدنا في المستقبل القريب، من دون مرض أو علة، ولسان حاله يقول: أنا مش أنا ، أو قد يراه أقرب الأقربين له بأنه لم يعد ذلك الشخص الذى نعرفه.. دماغه تغيرت.. أحلامه تبدلت

أنف وثلاث عيون!

هناك قصة شهيرة للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس تحمل هذا العنوان، لكننا هنا نتقاطع مع عنوانها في الاسم فقط، فعيون إحسان عبدالقدوس كن ثلاث نساء تقلب بينهن

أول فندق في الفضاء!

ربما يصبح حلم السفر في المستقبل في رحلات سياحية، بالطبع لدى فصيل من أثرياء العالم، ليس إلى شواطئ بالي أو جزر المالديف أو البندقية، بل إلى الفضاء.. نعم إلى الفضاء، هذا الحلم سيضحى حقيقة فى عام 2027!

الجلد الإلكتروني!

يبدو أن عالم تكنولوجيا المستقبل ستحكمه "الشرائح"، لكن شتان بين مخاوف من شريحة زعم معارضو لقاحات كورونا بأنها ستحتوي على شريحة لمراقبة وتوجيه كل أفعالك،

..واقتربت نهاية كورونا!

لم يحظ لقاح من قبل بجدل مثلما حظي لقاح كورونا، لأسباب كثيرة، أولها السرعة التي تم بها التوصل إليه، على عكس لقاحات لأمراض أخرى، ربما مضى على تفشيها مئات

يوم بدون محمول!

هل فكرت يوما التوجه إلى عملك من دون هاتفك المحمول؟ قد يفكر في ذلك من أنفق عمرًا في زمن الهاتف الأرضي، لكن من نشأوا في زمن المحمول سيرون الفكرة ضربًا من

أيهما الأكثر طرافة .. الرجال أم النساء؟!

على مدى التاريخ تحفل حياة الأمم بسير الظرفاء، وتتسع هذه المساحة لتشمل أشخاصًا خلدهم التاريخ، إما لفرط سذاجتهم كأمثال جحا، أو لكثرة دعاباتهم وكتاباتهم و"قفشاتهم"

إلا المخ يا مولاي!

رغم أن المخ كان ولا يزال لغزًا يحير العلماء، فإن الدراسات ما زالت تتوالى لفهم هذا العضو الرئيسي في الجهاز العصبي لدى الإنسان، والذي يتحكم في جميع الأنشطة

عبيد مايكروسوفت!!

في عام 1995 نُشرت رواية بعنوان "عبيد مايكروسوفت" تشبه تمامًا رواية جورج أوريل 1984، غير أن الأخيرة ذات أبعاد سياسية، أما الأولى فهي ذات أبعاد تكنولوجية،

عالم بلا بشر!

هل تصورنا يوما أن يكون العالم خاليا من البشر؟! سيناريوهات عدة تخيلها العلماء، وجسدتها السينما منذ النصف الأول من القرن الماضى، فيما يُعرف بأفلام "الأبوكاليبس"،