Close ad

قراءة في وجدان العصر

30-10-2019 | 19:04

يلعب الفن دورًا محوريًا في صياغة وجدان الشعوب، ويختلف الفن من زمن إلى زمن، هذا الفن أحيانًا كثيرة يهذب الوجدان، ويرتقي بالمشاعر والسلوك.

لكن في عصرنا الحالي نرى الفنون قد أخذت منحى مغايرًا؛ حيث أصبحت محاولة لإرضاء أذواق العامة، الذين يبحثون عن متنفس، يخفف عنهم متاعب الحياة وتعقيداتها من البحث عن لقمة العيش والسعي في طلب الرزق.

ترى هل كان الفن فيما سبق يحاول أن يساير هوى العامة مهما كانت أذواقهم؟ أم كان يحاول أن يقدم ما يهذب مشاعرهم، بالإضافة إلى إمتاعهم وإسعادهم.
كانت المقطوعة الموسيقية أو الأغنية أو اللوحة أو القصيدة والأغنية معبرة عن أحلام وآمال البسطاء؛ لكن بحرفية ومهنية ورقي، حتى إن كانت تخاطب عامة الناس، ولو كانت فنًا شعبيًا.

إن ما يحدث الآن في عالم الفنون والغناء، لا يجوز ولا ينبغي السكوت عنه، لأن الجيل الذي يتربى على فساد الذوق، وعدم احترام القيم والمبادئ، لا يشعر بمدى خطأ ما يرتكبه في حق نفسه، وبالتالي لا يُعتمد عليه؛ لأنه رأى القدوة والمثل في نماذج تدعو إلى إفساد الذوق العام بحرفية عالية، تصل لحد السحر الذي يغيب العقول، ويخاطب المشاعر كمحتال يستعطف الناس ويلهب مشاعرهم؛ حتى يخرجوا ما في جيوبهم، ويحصل منهم على ما يريد دون وجه حق.

ونرى أن السلعية في الفن وصلت إلى حد الإفساد من استخدام ألفاظ نابية وإباحية للترويج لأعمالهم، وصار الظاهر على السطح ما يسيء إلى المجتمع، ويعطي صورة سلبية عن المجتمع، ويوطن النشء على القبح حتى يقضي على كل راق وجميل.

نرى ذلك يتم ويزداد يومًا بعد يوم، ثم نسأل أنفسنا لماذا التدني في الأخلاق وانحسار القيم وتراجعها؟ وأمامنا الحل.. محاربة السطحية والتفاهة في الفكر والفن والثقافة مهما انتشرت وزادت، وإعلاء القيم والمبادئ وتصحيح المفاهيم المغلوطة؛ حتى تستقيم الأمور، وتعود إلى وضعها الصحيح، حتى نبني جيلًا واعيًا يعلي المبادئ والأخلاق ويحارب الفساد والشر، وإذا لم نفعل فلا صلاح للأمة دون ذلك.

لأن الفكر والفن والثقافة هي القوة الناعمة والفاعلة والحصن المنيع والدواء الناجع طويل المفعول لبناء هذه الأمة والمحافظة عليها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
67.. انتصار لا انكسار

تمر ذكرى الخامس من يونيو 1967 على أذهاننا مرور الكرام، دون رغبة منا أن نتذكرها أو نعي دروسها؛ لأن الذكريات المؤلمة دائمًا لا يرغب المرء في تذكرها، لكن