لم يكن قرار تأجيل مسابقة الدوري، إلى ما بعد بطولة الأمم الإفريقية للشباب تحت ٢٣، أفضل الحلول على الأقل بالنسبة للجنة الجنايني الخماسية التي تدير اتحاد الكرة، ورغم ذلك اتخذت اللجنة القرار.
تحت ضغوط شديدة، من جهات مختلفة وعديدة منها بالطبع الدواعي الأمنية، وبيان النادي الأهلي، وإصرار بيبو ومجلس إدارته، وضغوط الزمالك ورئيسه مرتضى منصور، وأخيرًا تحركات الوزير أشرف صبحي، التي انتقدها الكثيرون، وراءها البعض مجدية وسياسية لنزع فتيل الأزمة.
في كل الأحوال بالفعل اهتزت صورة اللجنة الخماسية؛ لأنها تعاملت في النهاية مع الأزمة بالطريقة التقليدية، لم تختلف كثيرًا عن الاتحادات السابقة المنتخبة التي لها حسابات وفواتير انتخابية؛ حيث لجأت اللجنة "لحل التأجيل" أمام سطوة الكبار!!
فاستمرت الصورة الذهنية للأندية الكبرى بأنها الأقوى من الجبلاية، وأن اتحاد الكرة لا يستطيع مواجهة الأهلي والزمالك بجماهيريتهما العريضة، في كل الأحوال والأوقات؛ سواء كان اتحادًا أو لجنة معينة وغير منتخبة!!
وخرجت شعارات من عينة "الأهلي يحكم" "والزمالك دولة".
لكن الحقيقة أنه لا الأهلي يحكم، ولا الزمالك دولة، والكل خرج من الأزمة خاسرًا، اتحاد الكرة خسر احترام جدول المسابقة، وخسر تنفيذ وعوده التي أطلقها قبل انطلاق المسابقة، وأكد خلالها أننا سنشهد مسابقة أهم ملامحها أنها منتظمة وبرؤية احترافية مختلفة، الكل صدق الاتحاد المعين وقتها بل ومنى النفس، ولكن توقفت المسابقة مع أول أزمة !!
.. الأهلي خسر تفوقه في الوقت الراهن، وخسر أهم ما جاء في بيانه!! .. الزمالك خسر أيضًا معنويًا على الأقل!!
ولكن أعتقد أن أقلهم من حيث الخسائر من وجهة نظري هو الزمالك، فمكاسب الزمالك من التوقف عديدة منها، الحصول علي فترة إعداد جديدة لزيادة الانسجام المفقود وإعادة ترتيب البيت، واستقرار وثبات التشكيل مع ميتشو ودخول لاعبيه "فورمة" المباريات وعودة المصابين.
وتلك المكاسب في الوقت نفسه خسائر للمنافس التقليدي الأهلي، الذي يمتلك الانسجام و"فورمة" المباريات العالية، والنتائج الجيدة على يد فايلر، وكان أولى به الدفاع عن استمرار المسابقة، وعدم التوقف، ومن ثم تزايد احتمالات فقدان الفريق الأحمر لفورمته خلال الفترة الطويلة نسبيًا، التي تمتد حتى آخر نوفمبر وأول ديسمبر المقبل، وهو ما قد لا يصب في مصلحة الفريق مع تزايد احتمالية تراجع ترمومتر أداء بعض اللاعبين على الأقل، إذن الكل خاسر والكل تأكد أن لا الأهلي يحكم.. ولا الزمالك دولة، وأنها مجرد شعارات جوفاء.