Close ad

الممر.. واستعلاء المثقفين!

27-10-2019 | 11:52

آثرت أن أتمهل قليلا قبل الدخول على خط الجدل الذي اشتعل – ولا يزال - في المجالس وكواليس السوشيال ميديا بسبب فيلم "الممر"، والتي انقسمت نخبتنا على أثره ما بين متحمس ومتحفظ ومتعال! كشف هذا العمل الاستثنائي عن مرض قديم لدى المثقفين أعرفه جيدًا؛ وهو الاستعلاء على كل ما يهم الشارع وتتجاوب معه بشكل كبير الجماهير.

هذا المفهوم الساذج المراهق الذي طالما عانينا منه ليس فقط في السينما؛ بل في المسرح والفن التشكيلي والأدب، بأنك لن تكون عظيمًا إلا إذا كنت غامضًا، ملغزا، لا يستوعبك أحد، فتنتظر تصفيقًا حارًا من خمسة ستة متابعين يهنئونك على عبقريتك، ويقولون لك: ليكن عزاؤك أن جميع العباقرة لم يفهمهم أحد في البدايات، ولكن التاريخ أنصفهم ولو بعد حين!

صحيح أن هناك ملاحظات فنية سلبية مثل أداء "أحمد عز"؛ الذي بدا في بعض مشاهد الفيلم خاليًا من الانفعال اللازم، وعدم منطقية مرور أفراد القوة المسلحة وسط الوديان والسهول المكشوفة في عز الشمس كهدف سهل للطيران الإسرائيلي، لكن هذا لا يمنع أن الفيلم في مجمله إنجاز مدهش واستثنائي، فهو يعد خطوة رائعة على طريق استعادة الذاكرة الوطنية، وإضاءة الطريق أمام الأجيال الجديدة؛ للتعرف على بطولات جيش عظيم صنع أسطورته الخاصة.

  والحق أننا منذ "أيام السادات" ومن قبله "ناصر 56" عشنا نحو عشرين عامًا نفتقد تلك السينما القادرة على أن تشعل الرأي العام بحالة صحية من الجدل عبر أفلام مصرية تقدم لنا المتعة البصرية، وتثير نقاشًا مطلوبًا.

سأقبل بكل الآراء متفهمًا ومستوعبًا، باستثناء هؤلاء المتعالين الذين يرفعون دومًا وأبدًا شعار: خالف تُعرف!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
ليلة بألف ليلة!

تصيبك قصص ألف ليلة بالنشوة.. تسحرك بعوالمها الغرائبية وشخصياتها المنذورة للمغامرة والخيال الجامح.. تقرأها في كتاب.. تشاهدها في مسلسل عربي.. حيث ذكاء شهرزاد

"أصداء" رحلة داخل عقل الشباب العربي

إليك حقيقة مشوقة ولافتة للانتباه : أكثر من ستين بالمائة من سكان العالم العربي ينتمون لفئة الشباب، بإجمالي مائتي مليون فتى وفتاة.

بينالي الشارقة.. قبلة على جبين الحداثة

حللت على بينالي الشارقة الدولي للفنون، فلم أكن أعرف أني على موعد مع كل هذا الجمال وسأشرب الدهشة من بئر عميقة! أعلم أن لتلك الإمارة الهادئة المشيدة على

'آرت دبي".. فن صناعة الدهشة

أكتب إليكم من مدينة "الجميرة" القلب النابض لإمارة لا تكف عن صناعة الدهشة تدعى دبي، بدعوة كريمة؛ حططت رحالي بمدينة كوزمبالتانية، - أي عالمية - تتعايش فيها

نيبو ودرش.. شكرا على حسن تعاونكما!

أكتب إليك منتشيًا - مثلك - بـ "الأوفر" الرائع الذي صنعه مو صلاح لساديو مانيه، فانتهى آخر حلم لبايرن بالعودة في مباراته مع ليفربول بعد إحراز الهدف الثالث ضمن دوري أبطال أوروبا.

حكاية عن الفيوضات الربانية

من أين أتت زميلتنا بهذه القدرة الرهيبة على التقاط ذبذبات الروح البعيدة، وإعادة صياغتها في نصوص مدهشة تختطف من عيونك الدهشة و الدموع معًا؟ بنت الأصول الراقية

كل هذا الجمال المدهش!

كلما سمعت المزيد من الكلام عن قوة مصر الناعمة، عرفت أنني على موعد جديد مع جعجعة بلا طحين! فنحن نتحدث كثيرًا ونفعل قليلًا، فكيف - بالله عليك - أصدق كل هذا

أشهر مطربي العالم.. ولا يهمنا!

مصر الكبيرة لا يليق بها إلا التعامل مع الكبار؛ فهي هوليوود الشرق وحاضرة إفريقيا وعاصمة الحضارة.

تاريخ مصر.. بين الراهب والمأذون!

أستغرب أحيانًا حين يطلقون على الهند بلد العجائب، فهذا اللقب نحن أحق به، حيث لا تنقضي عجائب مصر المحروسة ولا تنتهي غرائبها.

شعراؤك يا مصر

بعد سنوات طويلة من التهميش والإقصاء، عاد الشعر ليتصدر المشهد الأدبي فيكِ يا مصر، شعراؤك الذين قاوموا تراجع معدلات القراءة وسخافات بعض الناشرين الذين يعرضون

فنانو "هرم سيتي".. ومصير تيتانك!

تجربة رائعة يخطط البعض للإجهاز عليها بهدوء؛ ليغتال كوكبة من أرقى مواهبنا ويدفن تحت تراب الفوضى رافدًا من روافد قوة مصر الناعمة.

لماذا لم تحبني السيدة نانسي؟

لم تكن السيدة نانسي سوى دليل جديد على حقيقة قديمة: لا ترتاح المرأة أبدًا لصديق زوجها حين يكون أعزب أو مطلقًا، ولو كان ملاكًا بجناحين! المختلف هذه المرة