Close ad

استعدوا الذكاء الاصطناعي في الطريق

9-8-2019 | 20:05

من البداية يجب التركيز على أن مصطلح الذكاء الاصطناعي، الذي يبدو غريبًا على الآذان والنطق سوف يكون متداولًا قريبًا، ومن المفهوم أن هذا العلم الذي يسعى لمحاكاة الذكاء الإنساني هو من صناعة الإنسان نفسه، وربما يساهم هذا العلم في محو المهارات الخاصة عند البعض، وجعل الناس متساوية في الذكاء، ومن يدري فربما يكون سببًا يومًا ما في القضاء على مكتب التنسيق؛ لأنه سيمنح الجميع فرصًا متكافئة وبأبسط العبارات، ويشير مصطلح الذكاء الاصطناعي إلى الأنظمة أو الأجهزة التي تحاكي الذكاء البشري لأداء المهام، والتي يمكنها أن تحسن من نفسها استنادًا إلى المعلومات التي يتم تجميعها.

ويتجلى الذكاء الاصطناعي في عدد من الأشكال؛ حيث تستخدم روبوتات المحادثة الذكاء الاصطناعي لفهم مشكلات العملاء بشكل أسرع، وتقديم إجابات أكثر كفاءة، كما أن القائمين على الذكاء الاصطناعي يستخدمونه لتحليل المعلومات المهمة من مجموعة كبيرة من البيانات النصية لتحسين الجدولة، ويمكن لمحركات التوصية تقديم توصيات للبرامج التليفزيونية؛ استنادًا إلى عادات المشاهدة للمستخدمين.

وهكذا فإن الذكاء الاصطناعي يتعلق بالقدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات أكثر من تعلقه بشكل معين أو وظيفة معينة، وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يقدم صورًا عن الروبوتات عالية الأداء الشبيهة بالإنسان التي تسيطر على العالم، فإنه لا يهدف إلى أن يحل محل البشر، فقط هو يستهدف تعزيز القدرات والمساهمات البشرية بشكل كبير.

وبمناسبة الذكاء الاصطناعي والتطور في قدرة المعدات لاستبدال الموظفين والعاملين في مجالات العمل المختلفة.. فقد صرحت شركة ماكينزي - وهي إحدى أهم المكاتب الاستشارية ودراسات الجدوى - بأنه مع سنة ٢٠٣٠ ستحل المعدات والأجهزة محل الموظفين بنسبة ٥٠٪ من القوى العاملة الحالية، وبالذات في أربع قطاعات هي: القطاع التجاري والقطاع الصناعي وقطاع الرعاية الصحية ومجال الطاقة والتعدين، ويومًا ما سوف يكون زميلك بالمكتب إنسان آلي اسمه D3R3، ومستعد ينزل معك بعد مواعيد العمل الرسمية للسهر، وستنتهي ظاهرة السكرتيرة الحسناء، وسيحل محلها جهاز عبارة عن مكعب أسود بلا ملامح ويستخدم مثلا الروبوت أسيمو أجهزة الاستشعار، ومعادلات ذكية لتجنب العقبات والتحرك على مهبط الطائرات، وهكذا فهو فرع من علم الكمبيوترات.

وتُعرِّف الكثير من المؤلفات الذكاء الاصطناعي على أنه "دراسة وتصميم العملاء الأذكياء"، والعميل الذكي هو نظام يستوعب بيئته ويتخذ المواقف التي تزيد من فرصته في النجاح في تحقيق مهمته أو مهمة فريقه، وقد صاغ عالم الحاسوب جون مكارثي هذا المصطلح بالأساس في عام 1956، وعرَّفه بنفسه بأنه "علم وهندسة صنع الآلات الذكية"، ويعرّف أندرياس كابلان ومايكل هاينلين الذكاء الاصطناعي بأنه: "قدرة النظام على تفسير البيانات الخارجية بشكل صحيح، والتعلم منها.

وتبدأ الحكاية منذ منتصف القرن العشرين، عندما بدأ عدد قليل من العلماء استكشاف نهج جديد لبناء آلات ذكية، نتيجة الاكتشافات الحديثة في علوم الرياضة، وتطور علم التحكم الآلي، وقبل كل ذلك، عن طريق اختراع الحاسوب الرقمي، فقد تم اختراع آلة يمكنها محاكاة عملية التفكير الحسابي الإنساني، وهو ما أسس المجال الحديث لبحوث الذكاء الاصطناعي.

وكان ذلك في مؤتمر بكلية دارتموث في صيف عام 1956، وأصبح حضور هذا المؤتمر هم قادة بحوث الذكاء الاصطناعي لعدة عقود، وخاصة جون مكارثي ومارفن مينسكاي، ألين نويل وهربرت سيمون الذي أسس مختبرات للذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة كارنيغي ميلون وستانفورد، وقاموا مع تلاميذهم بصياغة برامج أدهشت معظم الناس، ووقتها كان الحاسب الآلي يحل مسائل في الجبر ويثبت النظريات المنطقية ويتحدث الإنجليزية، وبحلول منتصف الستينيات أصبحت تلك البحوث تمول بسخاء من وزارة الدفاع الأمريكية.

وهؤلاء الباحثون قاموا بعدة توقعات ففي عام 1965، تنبأ هـ. أ. سيمون بأن "الآلات ستكون قادرة، في غضون عشرين عامًا، على القيام بأي عمل يمكن أن يقوم به الإنسان وفي عام 1967، تنبأ مارفين مينسكاي: "في غضون جيل واحد.. سوف يتم حل مشكلة خلق "الذكاء الاصطناعي وتيسيره للناس.

غير أنه في عام 1987 شهدت أبحاث الذكاء الاصطناعي انتكاسة أخرى ولكن أطول، وفي التسعينيات وأوائل القرن الواحد والعشرين، حقق الذكاء الاصطناعي نجاحات أكبر، وإن كان ذلك إلى حد ما وراء الكواليس، خاصة في استخدام الذكاء الاصطناعي في اللوجستية، واستخراج البيانات، والتشخيص الطبي والعديد من المجالات الأخرى في جميع أنحاء صناعة التكنولوجيا.

ويرجع ذلك النجاح إلى عدة عوامل هي: القوة الكبيرة للحواسيب وزيادة التركيز على حل مشكلات فرعية محددة، وخلق علاقات جديدة بين مجال الذكاء الاصطناعي وغيرها من مجالات العمل في مشكلات مماثلة، وفوق كل ذلك بدأ الباحثون الالتزام بمناهج رياضية قوية ومعايير علمية صارمة، ومن يدري ماذا يحمل الغد فما كنا نظنه خيالًا أصبح واقعًا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
مصر الغريبة بأسمائها

الزائر لمصر لأول مرة لن يصدق أنه في بلد عربي لغته العربية فمعظم الأسماء للمحال والشوارع والمنتجعات، بل الأشخاص ليس لها علاقة باللغة العربية وباتت القاهرة

مصر تخطت الفترة الانتقالية

جاء حين على مصر كانت شبه دولة عندما تعرضت لهزة عنيفة ومحنة سياسية واقتصادية قاسية، عقب ثورتين تخللتهما موجات إرهابية تصاعدت فى ظل غياب وانهيار لمؤسسات

ثوار ما بعد الثورة

لابد من الاعتراف بأن كل ما في مصر الآن نتيجة مباشرة لأحداث ٢٥ يناير بحلوه ومره، فأي إصلاح هو ثمرة مباشرة لشجاعة ووعي ودماء شرفاء سالت لتحقق حلم الأمة في

الأكثر قراءة